Page 267 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 267

‫‪265‬‬                 ‫ثقافات وفنون‬

                    ‫شخصيات‬

‫محمد محمود السروجي‬  ‫جمال الدين الشيال‬      ‫أرنولد توينبي‬                       ‫التي خاضها الجيش المصري في‬
                                                                               ‫رسالته للدكتوراه‪ ،‬لأنه كان يعد‬
  ‫وكلمة مفتاحية دالة على الرجل‬              ‫التي تشكلت من مزيج أوروبي‪-‬‬
      ‫ومكانته‪ ،‬يعرفه المشتغلون‬             ‫وطني في المنهج في كل من القاهرة‬       ‫لدراستها كتا ًبا آخر‪ ،‬صدر في‬
     ‫بالبحث في التاريخ في داخل‬                                                 ‫عام ‪ ،1966‬تحت عنوان‪“ :‬مصر‬
                                                             ‫والإسكندرية‪.‬‬
‫الوطن وخارجه‪ ،‬ويرددون اسمه‬                       ‫وفي هذه المرحلة المبكرة‪ ،‬لم‬      ‫والمسألة الشرقية في النصف‬
 ‫َس ْمتًا لل َم ِكين وعنوا ًنا للمكان‪ ،‬إذ‬        ‫يتعرض السروجي للبحرية‬           ‫الثاني من القرن ‪19‬م”‪ ،‬تناول‬
 ‫يكفي أن تنطق باسم السروجي‬                     ‫المصرية‪ ،‬لأنه كان ُيخطط لأن‬
   ‫في أي محفل أكاديمي وعلى أي‬                   ‫تكون ميدا ًنا لدراسة مستقلة‬        ‫فيه دور الجيش المصري في‬
 ‫مستوى بين أساتذة التاريخ‪ ،‬أو‬                 ‫لاحقة‪ .‬وبالفعل جرى التنسيق‬       ‫الحروب الخارجية التي خاضتها‬
  ‫الباحثين فيه‪ ،‬أو طلابه‪ ،‬لتعرف‬              ‫بين جامعة الإسكندرية والقوات‬
 ‫أنك صدد رجل مهد لنا الطريق‪،‬‬                                                         ‫الدولة العثمانية‪ ،‬واستقى‬
  ‫ولديه رصيد واسع من الخبرة‪،‬‬                       ‫البحرية‪ ،‬وبمقتضاه أنجز‬         ‫معلوماته من الوثائق العربية‬
‫احتضنته جامعة الإسكندرية منذ‬                    ‫السروجي موضوع‪« :‬تاريخ‬          ‫والتركية والبريطانية والفرنسية‬
 ‫اليوم الأول لنشأتها حتى وافته‬                   ‫البحرية المصرية في العصر‬        ‫والأمريكية والنمساوية‪ .‬وكان‬
                                             ‫الحديث»‪ ،‬في عام ‪ .1974‬وهكذا‬      ‫موضوع “المسألة الشرقية” تيا ًرا‬
    ‫المنية‪ ،‬وأرسلته سفي ًرا لها في‬                                              ‫عا ًّما في الكتابة التاريخية‪ ،‬كتب‬
‫الجامعات حديثة النشأة ليقدم لها‬                   ‫قدم السروجي قوة مصر‬            ‫فيه الغربيون والشرقيون على‬
                                             ‫العسكرية على صفحات ناصعة‬            ‫حد سواء للتعبير عن الصراع‬
  ‫من خبرته في التأسيس والبناء‪،‬‬                                                   ‫الأوروبي على الدولة العثمانية‬
      ‫كما فعل في المملكة العربية‬               ‫البياض في البر والبحر داخل‬        ‫وتوابعها‪ ،‬وانعكاسات ذلك على‬
     ‫السعودية وليبيا‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬                       ‫حدود الوطن وخارجه‪.‬‬         ‫مصر‪ .‬وقد تأثر السروجي بمن‬
                                                                                 ‫سبقوه في هذا الاتجاه‪ ،‬وأولهم‬
‫ويبقى «الفضل لل ُم ْب َت ِدي وإن أجاد‬        ‫صار «السروجي» في عام ‪1971‬‬            ‫في مصر مصطفى كامل الذي‬
                       ‫الم ْق َت ِدي»‬          ‫أستاذ كرسي التاريخ الحديث‬           ‫وضع كتا ًبا عام ‪ 1898‬تحت‬
                                                                                ‫عنوان «المسألة الشرقية»‪ ،‬ومن‬
                                            ‫والمعاصر في جامعة الإسكندرية‪،‬‬      ‫الأكاديميين محمد شفيق غربال‪،‬‬
                                             ‫وأصبح اسم علم واسم شهرة‪،‬‬          ‫الذي أعد كتا ًبا عن «بداية المسألة‬

                                                                                    ‫المصرية»‪ ،‬ومن بعده محمد‬
                                                                                  ‫صبري السربوني الذي كتب‬
                                                                                 ‫عن «مصر والمسألة الشرقية»‪،‬‬
                                                                                 ‫ومحمد مصطفى صفوت الذي‬

                                                                                     ‫كتب عن «المسألة الشرقية‬
                                                                                             ‫ومؤتمر باريس»‪.‬‬

                                                                              ‫ويؤكد هذا أن توجهات السروجي‬
                                                                                ‫الوطنية في التاريخ كانت تسير‬
                                                                                   ‫على نهج المؤسسين الأوائل‪،‬‬
                                                                                   ‫فالتواصل مع كل من غربال‬
                                                                                   ‫وصفوت كان مستم ًرا‪ ،‬وهذا‬
                                                                                  ‫ما يجسد استخدامنا لمصطلح‬

                                                                               ‫«المدرسة الأكاديمية المصرية» في‬
                                                                                ‫الكتابة التاريخية‪ ،‬وهي المدرسة‬
   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271   272