Page 269 - merit el thaqafya 38 feb 2022
P. 269

‫‪267‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

 ‫لمدير الجامعة‪ ،‬ثم مدي ًرا لها عام‬           ‫توفيق الحكيم‬           ‫والأحداث والتغييرات والتطورات‬
‫‪ ،1945‬كما انتخب رئي ًسا للمجمع‬                                            ‫التاريخية الكبيرة في مصر‬
                                       ‫ومارسها عل ًما‪ ،‬ثم عم ًل في‬
     ‫العلمي المصري عام ‪.1968‬‬        ‫رحلاته الشهيرة‪ ،‬منها أنه كان‬      ‫والمنطقة العربية والعالم أجمع‪،‬‬
   ‫إلى جانب هذا كله‪ ،‬فإن حسين‬        ‫ضمن الرحلة العلمية للسفينة‬       ‫ولدوره الكبير في مجال الثقافة‬
                                                                     ‫فقد ُمنح جائزة الدولة التقديرية‬
     ‫فوزي‪ ،‬بصفته أديب وكاتب‬           ‫(مباحث) التي طافت المحيط‬      ‫عام ‪ 1966‬من الرئيس جمال عبد‬
  ‫متمكن‪ ،‬فقد تميز أسلوبه بروح‬                            ‫الهندي‪.‬‬
                                                                                           ‫الناصر‪.‬‬
    ‫الفكاهة حتى في تناوله لأعقد‬          ‫ترأس معهد علوم البحار‬          ‫حسين فوزي من مواليد حي‬
   ‫الموضوعات‪ ،‬وهو ما تشهد به‬         ‫بالإسكندرية‪ ،‬كما كان وكي ًل‬    ‫الحسين العريق عام ‪ ،1900‬العام‬
                                       ‫لمصلحة المصايد بعد عودته‬      ‫الذي أصدر فيه الزعيم مصطفي‬
     ‫كتبه في تاريخ الحضارة أو‬                                           ‫كامل العدد الأول من جريدة‬
    ‫الموسيقى ومقالاته المنشورة‬         ‫من بعثته بالخارج لدراسة‬       ‫اللواء‪ ،‬وتم فيه تسيير أول قطار‬
     ‫بجريدة الأهرام طوال ثلاث‬       ‫علوم الأحياء المائية‪ ،‬ثم أصبح‬      ‫بين القاهرة والخرطوم‪ ،‬وكلها‬
    ‫حقب‪ ،‬والتي ستبقى مصد ًرا‬        ‫أول عميد لكلية العلوم بجامعة‬    ‫إمدادات حضارية‪ ،‬وكانت ولادته‬
                                    ‫الإسكندرية عام ‪ ،1942‬فنائبًا‬
       ‫للمعرفة في الحياة العلمية‬                                         ‫في حضن الآثار الإسلامية‪،‬‬
 ‫والثقافية بشكل عام والموسيقية‬                                          ‫فتربت أذنه على سماع الآذان‬
                                                                      ‫والتواشيح والابتهالات الدينية‪،‬‬
     ‫بشكل خاص‪ ،‬كما أنه بحكم‬                                            ‫ولعل اسمه جاء تب ُّر ًكا بسيدنا‬
       ‫دراسته الخاصة والهواية‬                                           ‫الحسين‪ ،‬ورغم هذا فقد تأثر‬
      ‫والاستماع الدائم والاطلاع‬                                     ‫حسين فوزي بالثقافة والحضارة‬
                                                                         ‫الغربية كثي ًرا‪ ،‬رغم انغماس‬
    ‫المتبحر والممارسة العملية في‬                                     ‫أسرته في تقاليدها بعي ًدا عن أية‬
  ‫عزف الفيولينة «الكمان»‪ ،‬فنان‬
‫متعمق في العلوم الموسيقية‪ ،‬يملك‬                                                     ‫تقاليد أوروبية‪.‬‬
  ‫رؤية موسيقية خاصة لا يتمتع‬                                            ‫ربما لم ُتنجب مصر من أبناء‬
   ‫بها كثيرون من المتخصصين‪.‬‬
                                                                           ‫طبقتها المتوسطة البسيطة‬
    ‫الخمسينيات والستينيات من‬                                        ‫الكثيرين من أمثال حسين فوزي‪،‬‬
      ‫القرن الماضي لم تكن فترة‬                                      ‫فهو نموذج فريد من نوعه‪ ،‬لتعدد‬
                                                                    ‫صنائعة في مجالات متباينة هامة‬
    ‫صحوة سياسية فحسب‪ ،‬بل‬                                            ‫في صنع الأمم‪ ،‬وكما يقولون هو‬
    ‫كانت انتفاضة ثقافية حقيقية‬                                      ‫صاحب سبع صنائع‪ ،‬ذلك لتعدد‬

      ‫في شتَّى مجالاتها من أدب‬                                         ‫دراساته‪ ،‬ففي طفولته تعلم في‬
   ‫وفنون ومعرفة‪ ،‬أطلقتها ثورة‬                                          ‫ُك َتاب الشيخ سليمان جاويش‬
    ‫‪ 23‬يوليو ‪ ،1952‬وكان وراء‬
  ‫هذه الانتفاضة نخبة من حاملي‬                                             ‫بباب الشعرية‪ ،‬وفي شبابه‬
   ‫شعلتها‪ ،‬كان حسين فوزي في‬                                            ‫حصل على بكالوريوس الطب‪،‬‬
  ‫مقدمتهم‪ ،‬فله دور بارز ما زلنا‬                                         ‫ثم ليسانس العلوم في جامعة‬
   ‫نشهد تأثيره العميق‪ ،‬فهو أول‬                                         ‫السوربون‪ ،‬فدبلوم الدراسات‬
 ‫من طالب في أعقاب ثورة يوليو‪،‬‬                                         ‫العليا في علوم الأحياء المائية في‬
    ‫بإنشاء المجلس الأعلى للفنون‬                                        ‫جامعة تولوز‪ ،‬فأصبح أستا ًذا‬
‫والآداب والعلوم الاجتماعية‪ ،‬وفي‬                                         ‫في علوم البحار‪ ،‬التي د َّرسها‬
‫نفس الوقت َدعا لإنشاء أكاديمية‬

          ‫متخصصة في الفنون‪.‬‬
    ‫حينما كنت تلمي ًذا في المدرسة‬
   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274