Page 59 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 59

‫‪57‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                                                        ‫عبدالكريم كاصد‬

                                                                                        ‫(العراق)‬

                                                           ‫ثلاث قصائد قصيرة‬

‫الناس بانتظار قطار‪ ،‬تدافع الناس إليه عند وصوله‪.‬‬                            ‫حفل‬
   ‫كان ثمة مكا ٌن مظل ٌم يتّس ُع لشخ ٍص واحد شبي ٍه‬
                               ‫بحفر ٍة أو كهف‪..‬‬            ‫في ذلك البيت المضيء‪ ،‬في تلك الليلة‪ ،‬كان ثمة حف ٌل‪،‬‬
                                                             ‫ووجو ٌه تطفو‪ ،‬تدنو وتبتعد‪ ،‬أتذ ّك ُر منها حوريا ٍت‬
‫تردد ُت فلم أخ ُط باتجاه ِه‪ .‬خشي ُت أن ينطل َق القطا ُر‬           ‫أربع‪ ،‬جنيّا ٍت أربع‪ ،‬تضيء فيرتع ُش الضوء‬
                                ‫فأعل ُق بالأبواب‪.‬‬                    ‫كان ذلك قبل ثلاثين عا ًما! أربعين عا ًما!‬
                                                                                       ‫الثو ُب الأزر ُق يش ُّع‪،‬‬
  ‫كانت العربا ُت صامت ًة‪ ،‬وليس سوى صو ٍت واح ٍد‬                                  ‫الوج ُه الأبي ُض تلم ُع نجم ُت ُه‬
     ‫بعي ٍد يتر ّد ُد لرج ٍل لا أرا ُه‪ .‬أهو لسائق القطار؟‬                   ‫وذاك الوج ُه‪ ،‬كم رافقني؟ ده ًرا؟‬
                                      ‫«اصع ْد!»‬
                                      ‫«اصع ْد!»‬            ‫أما الرابع ُة خادم ُة الحوريات‪ ،‬الحور ّي ُة‪ ،‬فهي الجنيّ ُة‬
               ‫لم أعرف ما ح ّل بي وقد استيقظت‬                                                         ‫ح ًّقا‬

        ‫طريق لم ي ُع ْد موجو ًدا‬                             ‫الوج ُه الأبي ُض ذو النجم ِة أ ّو َل م ْن غاد َر فتأ ّسيت‬
                                                               ‫بذاك الثوب‪ ،‬وإذ غادر ذاك الثوب تأ ّسيت بمن‬
                                          ‫نخي ٌل‬              ‫رافقني ده ًرا‪ ،‬وحين مضى من رافقني ده ًرا لم‬
                             ‫يطالعني في الطريق‬                                                 ‫أتأ َّس بأح ٍد‬
                                                               ‫كن ُت وحي ًدا عبرتني خادم ُة الحوريات‪ ،‬الجني ُة‪،‬‬
                                ‫بتيجان ِه الخضر‬                                          ‫(هل أل َت ِف ُت إليها؟)‬
                                   ‫َث ّم ملو ٌك إذ ْن‬
                                                                                      ‫كن ُت وحي ًدا في الحفل‬
                               ‫يحرسون الطريق‬                                                         ‫أج ْل‬
                                      ‫بتيجانهم‬
                                       ‫ويحيّون‬                             ‫حلم‬

                                    ‫‪ -‬في دع ٍة ‪-‬‬           ‫على رصي ٍف في صحراء‪ ،‬كن ُت أق ُف وسط حش ٍد من‬
                                        ‫من يم ّر‬
   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64