Page 58 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 58
العـدد 31 56
يوليو ٢٠٢1
أسامة الحداد
إطار فارغ يحمل صورته
لم تستقر صورته الأخيرة في ذهنه، أقسم أنه ليس أرنبًا،
واختار بروا ًزا مناسبًا لها، وهو يصعد الرصيف -في موعده تما ًما-
وعلامة سوداء في جانبها الأيسر، بجزر ٍة مكان حنجرته
وغادر دون أن يجد مكا ًنا يذهب إليه. دون أن يلتفت أحد
إلى ثمرة طماطم في منتصف وجهه!
وحدها بائعة الخضروات العجوز
فكرت في استغلاله للدعاية
وأعادت النداء على بضائعها.
الأمر كان متوق ًعا
وقميصه يقذف أزراره بعي ًدا،
ويداه تتجولان على الرصيف المقابل،
وكانت صافرة القطار تكرر النشيد القومي
بطريق ٍة سخيفة.
لا يعرف متى أدرك أنه ليس شجر ًة،
وعرف طبيعة الطيور المحلقة حوله،
عندها انطلق لعلاج رأسه
من إصابات تركت ندو ًبا
تكبر كلما ذهب إلى عمله،
وتزداد مع الوقت،
والشمس تتقافز أمامه،
وهو يحاول إجراء مبادلة بين مكان ّي عينيه.