Page 57 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 57

‫‪55‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                                           ‫حسن شهاب الدين‬

                   ‫ا ْنت ِظ ْر لا ُتوق ُظ العالم‬

                                        ‫‪...‬‬                     ‫كي َف ُي ْم ِك ُن لقصيد ٍة أ ْن توق َظ العا َ َل؟‬
                  ‫تختط ُف طائر َة طف ٍل ورقية‬                                                 ‫‪...‬‬
                                                                ‫عليها أ ْن تنق َل قار ًة كأمريكا الجنوبيَّة مث ًل‬
                                        ‫‪...‬‬                                 ‫وتضعها في قل ِب آسيا‬
                      ‫يكت ُبها نصفي المُ َت َط ِّر ُف‬                       ‫َح َد ٌث كهذا ُيوق ُظ العا َ َل ولا ش َّك‬
                                                                                                           ‫ولك ْن‪..‬‬
                                        ‫‪...‬‬                                 ‫خشي َة أ ْن تتبلَّ َل ملاب ُس الأطفا ِل‬
        ‫تقو ُم بانقلا ٍب فاش ٍل على قاعد ٍة نحوية‬                                       ‫أثنا َء عبو ِر المحيط‬

                                        ‫‪...‬‬                                        ‫فالقصيد ُة ل ْن تفع َل ذلك‬
                  ‫تسق ُط في انتخابا ٍت رئاسي ٍة‬                                                            ‫‪...‬‬
            ‫وتطل ُب إعاد َة فر ِز أصوا ِت الم ْو َتى‬            ‫ر َّبما ُت ِعي ُد التاري َخ لل َخ ْل ِف ع َّد َة قرون‬
                                                           ‫خان‬  ‫م َع جنكيز‬  ‫على موع ٍد‬    ‫ُسكا َن أوروبا‬   ‫فتجع ُل‬
                                        ‫‪...‬‬                       ‫باريس‬     ‫اللجو ِء إلى‬  ‫كليوباترا ح َّق‬  ‫وتمن ُح‬
                      ‫تخر ُج من ديوا ٍن ِش ْع ٍر‬                ‫وتؤ ِّج ُل قلي ًل ِم ْن ميعا ِد الثور ِة الروسية‬
                 ‫وتتبنَّى كتا ًبا فلسفيًّا عنوانه‬          ‫لأ َّن المارشال ديفيد هيوم مع زوجته الق ِّديسة في‬
                      ‫(أفلاطون يأك ُل نف َسه)‬                                             ‫السينما‬
                                                                               ‫ولكنها ل ْن تفع َل ذلك‬
                                        ‫‪...‬‬                     ‫أب َّدسىب إِبلى أخطخإٍطاَم ٍءطتباعر ٍّييخفيَّي ٍةالغفيق ِرر ِةماقلصساوبدقةة‬
          ‫ك ّل هذا تستطي ُع قصيدتي أ ْن تفع َله‬                                                            ‫‪...‬‬
                                                           ‫أعتر ُف أ َّنني فكر ُت أ ْن أجع َل أحدب نوتردام‬
                                      ‫ولك ْن‬                       ‫يعلِّ ُق قصيدتي في أجرا ِس كنيستِه‬
                  ‫لماذا عليها أ ْن ُتوق َظ العا َ َل؟‬           ‫وبذلك أتأ َّك ُد تما ًما أنها سو َف ُتوق ُظ العال َم‬
                ‫ألي َس من الأفض ِل تركه نائ ًما‬                       ‫ولك ْن ِم ْن المؤس ِف ألا يوافق هوجو‬
           ‫بعد سهر ِة الأم ِس التي طال ْت كثي ًرا‬                                         ‫على هذا الأم ِر‬
        ‫بسب ِب التحضي ِر لحر ٍب عالميَّ ٍة جديد ٍة؟‬             ‫إولأىناآ أخق ِرِّد ُرهذخهوا َفلأهحِمرْن ِافل اـ‪i‬لل‪b‬ا‪f‬تينوي ِة‪jb‬ال‪k‬معروفة‬

                            ‫أ َّيتها القصيد ُة‪..‬‬                                                           ‫‪...‬‬
                              ‫رحم ًة بالعا َ ِل‬
                                 ‫َد ِعيه نائ ًما‬                                          ‫حسنًا‪..‬‬
                                                                ‫تف ِّج ُر نف َسها بحزا ٍم ناس ٍف في ُمعج ٍم قدي ٍم‬
         ‫رافقي ‪-‬فقط‪ -‬الأطفا َل إلى مدار ِسه ْم‬
    ‫َو ُخذيه ْم في ُنزه ٍة إلى حديق ٍة لم تحتر ْق بع ُد‬

             ‫وأطلقي فراشا ٍت ُم َت َخيَّ َل ًة أما َمه ْم‬
                            ‫ولك ْن ِم ْن أجلِه ْم‬
                             ‫ِم ْن أجلِه ْم فقط‬
                           ‫َد ِعي العا َ َل نائ ًما‪.‬‬
   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62