Page 58 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 58

‫العـدد ‪34‬‬                           ‫‪56‬‬

                                                              ‫أكتوبر ‪٢٠٢1‬‬

‫حسن عبد راضي‬

‫(العراق)‬

‫الناجون من الجحيم‬

             ‫أرضعتِنا ال َق ِطرا َن طوي ًل‬                                 ‫‪ -1‬ظل الحرب‬
          ‫فهل ِمن فطا ٍم لهذا السوا ْد؟‬
                                                                                              ‫رس َمتنا جمي ًعا‬
                          ‫لم ُتجبني‬                                               ‫وكنّا نواج ُهها دونما حرك ْة‬
       ‫وراح ْت ُتلو ُن بالأحم ِر الدمو ِّي‬                                        ‫لا هوا َء‪ ..‬ومرس ُمها شاس ٌع‬
                                                                                    ‫وهي كانت تدخ ُن أعما َرنا‬
                             ‫البيو َت‬
                           ‫الشوار َع‬                                                ‫ثم تنثرنا في َمه ّب الرما ْد‬
                        ‫سو َر المحط ِة‬                                                 ‫هكذا َر َسم ْت صاحبي‬
                       ‫مدرس َة الح ِي‬
                      ‫سو َق ال َسراي‬                                               ‫وهو يرق ُص من غي ِر رأس‬
             ‫وك َّل البلا ِد‪ ..‬وك َّل البلا ْد‬                                           ‫والرأ ُس كا َن يراق ُب‬

‫‪ -2‬لقاء بعد الحرب‬                                                                     ‫إذ رسم ْت فو َق سحنت ِه‬
                                                                                             ‫َبسم ًة من ِحدا ْد‬
              ‫لم نع ْد نستطي ُع العنا ْق‬
       ‫لا ولا الرك َض خل َف الفراشا ِت‬                                              ‫هكذا رس َمتني بغي ِر ذرا ْع‬
       ‫إطلا َق طائر ٍة من خيو ِط البراء ِة‬                                     ‫حين ل ّو َح ُك ّم قميصي لها عاتبًا‬
     ‫تحملُها الري ُح فوق البيو ِت ال ِعتا ْق‬
                                                                                     ‫وشم ْت فوق قلبي ُقنبل ًة‬
               ‫ل ْم تعودي كما الأمس‬                                            ‫َو َرم ْت فو َق وجهي َبقايا ِشرا ْع‬
              ‫طالب ًة تتهيأ ك ُل العيو ِن‬
                                                                                         ‫قل ُت‪ :‬يا أمنا الحر َب‬
   53   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63