Page 63 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 63
61 إبداع ومبدعون
شعــر
عمر الصائم
(السودان)
ِم ْسَبار ال ُّسكون
في ليلك القارس.. لا يضيرك شي ٌء
لن ُيضي ُر َك شي ٌب؛ منذ أن كن َت،
أن َت له منذ الأزل،
حين كنت مضغة تتأمل الأزقة.. وإلى بره ِة التَّكوين،
أو طي ًفا يشاغ ُب العاشقين.. أ َّيما وخزة نالتك؛ تزهر على شفتيك..
ما كان لك أن تتوقف،
وكيف تهجر الغناء وحي ًدا أ ُّيها الوتر؟! َأ َيا بعي ًدا في الآحاد،
ثا ٍو أنت في صار يا متجليًا في الآماد..
لا يضي ُر َك الوه ُن القديم،
منذ أن كان.. ونزي ُف النَّدى على ال ّشو ِك!
راح ٌل أنت إلى كينونتك.. الفراد ُة مدعا ٌة للمنافي،
إلى خضرة الميدان الفسيح،
حي ُث الحضور في النفي ُس َرادق المنسيين..
أن َت لس َت قراد ًة؛
والنشيد في الصمت! لتلتص َق بفراء المُدل ِسين،
ليس ثمة ما يقلقك دو ًما.. وتسق ُط عندما تتحدث.
أن َت لس َت شجر ًة؛ ل ُت ْح َت َطب..
هذه المرايا لا تهمك.. رغم أ َّنك تصاف ُح ال َّري َح بجذو ٍر ضاربة في ال َّسماء.
أن َت لس َت بناك ٍر لا شيء ُيضي ُر َك
عندما لا تج ُد سوى صباحك،
حدود ما ُيس َّمى أشياء، نت ٌف من اللي ِل العجوز،
لا تفج ُر في الترجل عن صهواتك.. في درو ٍب ح ّف ْتها المكاره.
ستكو ُن مر َه ًقا بالمشي يوميًّا من الأنا إلى الأخرى،
كما لا تم َتطي من طر ٍف خفي. متوج ًسا ِمن وسوس ِة حذائك بالعودة،
لا شيء ُيضي ُر َك يا بها َء الروح؛ وما تحمله بقلبك ِمن تفاصيل الحنين..
أ ّي ثلم ٍة ستكو ُن وشم ًة صغيرة، سيكو ُن منتص ُف الحيا ِة حا ًّرا،
والذكريا ُت شجية..
أو هكذا تبدو الجسوم.. لكنه المنتصف على أ ّي حضور..
لا شيء مطلًقا.. لن ُيضي ُر َك شع ٌر ،تب ّخر قبل أن ُيعاش،
لن تحزنك حبيبة غادرتك جائ ًعا
ارف ْل كما يشتهي الفضاء؛
فبع ُض القيِد لا يُد ِمي،
وكثير من الجسد افتئات،
ومسبا ٌر للرحيل..