Page 23 - مجلة ثقافة قانونية - العدد الثالث
P. 23

‫يوليو ‪2024‬‬‫(المادة ‪ )5‬من القانون رقم ‪ 98‬لسنة ‪ 1945‬بشأن المتشردين والمشتبه‬                 ‫قاعدة شرعية الجرائم والعقوبات‪:‬‬
                                                   ‫فيهم بعد الدستورية‪.‬‬
                                                                              ‫‪ ‬عندما اسلفنا وأوضحنا إن الشرعية الجنائية ممثلة فى قاعدة‬
                  ‫قاعدة الشرعية الإجرائية الجنائية‬                             ‫( لا جريمة ولا عقوبة الأ ‪ -‬بنص‪– ‬بقانون)وذلك لكى يتم حماية‬
      ‫‪    ‬مازالت القاعدة الشرعية الدستورية ترى أن هذا لا يكفى بل‬              ‫الأنسان من التجريم والعقاب من غير الأداة التشريعية المعبرة عن‬
      ‫لابد من‪ ‬المزيد‪ ،‬وخاصة اذا تم القبض‪ ‬على المتهم أو حبسة أو اتخاذ‬         ‫الشعب وهو القانون ولكى تجعلة فى مأمن من رجعية القانون‪ ،‬وبعي ًدا‬
      ‫الإجراءات‪ ‬اللأزمة لمحاكمتة مع أفتراض إدانتة‪ ،‬فكل إجراء يتخذ ضد‬          ‫عن خطر‪ ‬القياس فى التجريم والعقاب‪.‬وقد استقر قضاء المحكمة‬
      ‫الأنسان دون إفتراض براءته سيودى الى تجشيمة عبء إثبات براءته‬            ‫الدستورية العليا على أن حكم نص (م‪ )66‬من الدستور المصرى بشأن‬
      ‫من الجريمة المنسوبة اليه‪ .‬ماذا لو عجز عن إثبات هذه البراءة وبذلك‬         ‫مبدأ لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون‪ ،‬وقد أكدت المحكمة‬
                                                                            ‫الدستورية العليا أن القاعدة ( لاجريمة ولا عقوبة ‪ ‬إلا بناء على قانون)‬
                                     ‫أعتبر مسئولا عن جريمة لايرتكبها؟‬          ‫تفرضها (المادة ‪ )41‬من الدستور التى تقرر أن الحرية الشخصية‬
                                                                             ‫حق طبيعى وأنها مصونة لا تمس‪ ،‬قائلة بأن ( مبدأ شرعية الجريمة‬
      ‫‪    ‬إذا الوضع يشكل قصور فى الحماية التى كفلها القانون ‪ -‬لا‬               ‫والعقوبة) مع عدم جواز تقرير رجعية النصوص العقابية‪ ،‬والغاية‬
      ‫جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون‪ ،‬بما أنه من الممكن المساس بحرية‬     ‫منها هى حماية الحرية الفردية وصونها من العدوان عليها فى إطار‬
      ‫المتهم من غير طريق القانون أو كان من الممكن إسناد الجرائم للناس‬        ‫من الموازنة بين موجباتها من ناحية‪ ،‬وما يعتبر لاز ًما لحماية مصلحة‬

                    ‫ولو لم يثبت أرتكابهم لها عن طريق إفتراض إدانتهم‪.‬‬                 ‫الجماعة والتحوط لنظامها العام من ناحية أخرى‪.‬‬

      ‫‪    ‬ولذلك يجب أستكمال‪ ‬الشرعية الدستورية‪ ‬بالشرعية الإجرائية‬            ‫‪   ‬ويترتب على الربط بين قاعدة ( شرعية الجرائم والعقوبات)‬
      ‫التى تحكم تنظيم الإجراءات التى تتخذ قبل المتهم على نحو يضمن‬                  ‫بحماية الحرية الشخصية عدة نتائج هامة وهى فيما يلي‪-:‬‬
      ‫احترام الحرية الشخصية‪ ‬وتكفل إحترام الحرية الشخصية للمتهم عن‬
      ‫طريق أن يكون القانون هو مصدر للتنظيم الإجرائى‪ ،‬ويفترض فى‬              ‫‪-1‬أن الأفعال التى يؤثمها قانون العقوبات أن تكون محددة بصورة‬
      ‫المتهم البراءة فى كل خطوة تتخذ قبلة‪ ،‬وأن يتوافر الضمان القضائى‬        ‫قاطعة يحول دون تغييرها‪ ،‬وجلية وواضحة‪ ،‬وأن الغاية التى يتوخاها‬
      ‫فى الإجراءات باعتبار القضاء المصرى هو الحارس الطبيعى للحريات‪.‬‬         ‫الدستور هى أن يوفر لكل فرد الفرصة الكاملة لمباشرة حرياته فى‬
                                                                            ‫إطـار من الضوابط التى قيدها بها وأن القوانين الجزائية غايتها‬
                    ‫قاعدة شرعية التنفيذ العقابي‬                             ‫ضمان الحرية الفردية فى مواجهة التحكم‪.‬وقالت المحكمة الدستورية‬
                                                                            ‫العليا فى مصر‪ ‬أن القيود التى تفرضها القوانين الجزائية على الحرية‬
      ‫‪  ‬بما أن قرينة البراءة ملازمة للمتهم‪ ‬فى كل خطوات التحقيق‪ ،‬وعند‬        ‫الشخصية سواء بطريق مباشر أو غير مباشر تقضى إن تصاغ أحكامها‬
      ‫انتقالها من حوزة النيابة العامة للمحكمة‪ ،‬وعند صدور الحكم على‬          ‫بما يقطع كل جدل فى شأن حقيقة محتواها ليبلغ اليقين بها حدا‬
      ‫المتهم‪ ،‬سقطت قرينة البراءة‪ ،‬وأصبح المساس‪ ‬بحريته أم ًرا مشرو ًعا‬       ‫يعصمها من الجـدل‪ ،‬وأن القوانين الجنائية يجب أن تحدد بصورة‬
      ‫بحكم القانون‪ ،‬وهنا‪ ‬عند تطبيق القانون‪ ‬جاء دورالأحترام الأدنى من‬        ‫جلية مختلف مظاهر السلوك التى لا يجوز التسامح فسها عبى ضوء‬
      ‫حرية المحكوم علية داخل السجن‪ ،‬وذلك للأهتمام بحقوق الإنسان الذى‬        ‫القيم التى تتبنها الجماعة واتخذتها أسلوبًا لحياتها وحركاتها‪ ،‬وأنه‬
      ‫جاء إستجابة لتيار الدفاع الوطنى‪ ،‬وتمش ًيا مع هذا التيار عنيت الأمم‬    ‫لا يجوز خلال انفلات عبارات النصوص العقابية أو تعدد تأويلاتها‬
      ‫المتحدة بإصدار القواعد النموزجية التى اقرها المجلس الأقتصادى‬          ‫وأنتفاء التحديد الجازم لضوابط تطبيقها‪ ،‬أن تعرقل الحقوق التى‬
      ‫والأجتماعى بقرار سنة ‪ 1957‬و‪ ،1977‬واوصـت الجمعية العامة‬                ‫كفلها الدستور‪ ،‬ولهذا فأن وضوح النصوص الجنائية هو الذى يكفل‬
      ‫للأمم المتحدة‪ ‬بتطبيق هذة القواعد( قرار رقم ‪ 2858‬فى ‪ 20‬ديسمبر‬          ‫تحديدها لضوابط تطبيقها حتى يكون المخاطبون بها على علم خقيقى‬
      ‫سنة ‪ 1971‬والقرار رقم ‪ 3218‬فى نوفمبر سنة ‪ )1974‬فـى معاملة‬
      ‫المسجونين والمحكوم عليهم‪ ‬طب ًقا لتناوله جز ًءا ها ًما من هذة القواعد‬         ‫بمحتواهاوهذا هو مغزى مبدأ الشرعية فى قانون العقوبات‪.‬‬
      ‫شرعية التنفيذ العقابى‪ ،‬ولهذا يتعين‪ ‬إدراج هذة المبادئ فى القانون‬
      ‫وحده بإعتبارة الأداة الصالحة‪ ‬لتنظيم الحريات‪ ،‬وبذلك تأتى شرعية‬         ‫‪-2‬ألا تكون العقوبة الجنائية التى توقعها الدولة بتشريعاتها مهينة‬
      ‫التنفيذ العقابي‪ ‬الخطوة الثالثة من الشرعية الجنائية‪}) – ‬الشرعية‬        ‫فى ذاتها‪ ،‬أو ممعنة فى قسوتها‪ ،‬أو أداة قامعة للحرية‪ ،‬عاصفة‬
                                                                            ‫بها بالمخالفة للقيم التى تؤمن بها الجماعة وهو ما أكدتة المحكمة‬
          ‫الدستورية‪ - ‬الشرعية الإجرائية‪  –) ‬شرعية‪ ‬التنفيذ العقابي{‪.‬‬
                                                                                                                   ‫الدستورية العليا فى مصر‬
      ‫‪    ‬لذلك نجد أن المحكمة الدستورية العليا‪ ‬فى مصر أعتبرت إمكان‬
      ‫تنفيذ الحكم حلقة نهائية فى حلقات التقاضى وذلك لتكامل شرعية‬            ‫‪-3‬أن رجعية القوانين الأصلح للمتهم ضرورة حتمية يقضتيها صون‬
                                                                            ‫الحرية الشخصية‪ ،‬ويتحقق هذا حين ينتقل القانون الجديد بالفعل‬
                                         ‫التنفيذ مع الشرعية الإجرائية‪.‬‬      ‫المؤثم من منطقة التجريم الى دائرة الأباحة‪ ،‬وهى الأصل‪ ،‬إى ماكان‬
                                                                            ‫مؤثما لم يعد كذلك‪ ،‬وأن فلسفة القانون القديم الذى جعل من يناقضها‬
                       ‫أساس الشرعية الإجرائية‬                               ‫يعاقب‪ ،‬فقد اسقطتها فلسفة جديدة التى اتعنقتها الجماعة فى واحد‬
      ‫‪   ‬جوهر الشرعية الإجرائية‪( ‬إفتراض البراءة فى المتهم)‪ ،‬لضمان‬           ‫من اطوار تقدمها بما مؤداها إنتفاء الضرورة الأجتماعية الكافية‬
      ‫حريتة الشخصية وويعتبر قاعدة الشرعية الأجرائية أصلاً أساس ًيا فى‬       ‫وراء إنقاذ أحكامه‪ ،‬وبصدور القانون الجديد يعيد الأوضاع إلى حالها‬
      ‫النظام الإجرائى لايجوز الخروج عنها‪ ،‬وإنها تحدد الخط الذى يجب‬          ‫قبل التجريم وأن ترد الى أصحابها الحرية التى قد نالت منهم فى‬
      ‫أن ينتهجة المشرع الإجرائي‪ ‬وأن تضع الأطار الذى يجب أن يلتزمه‬
      ‫المخاطبون بقواعد الإجـراءات الجنائية‪ ،‬ولا يجب أن يترك القانون‬                                                          ‫القانون القديم‪.‬‬
      ‫للأجتهاد القانونى من ناحية الصياغة الفنية‪ ‬أو من ناحية عملية‬
      ‫التطبيق‪ ،‬وعلينا ان تنذكر بأن طبيعة القانون‪ ‬من حيث كونة منظ ًما‬        ‫‪-4‬أن لكل جريمة رك ًنا ماد ًيا لا قوام بغيره‪ ،‬يمثل أسا ًسا فى فعل أو‬
                                                                            ‫أمتناع وقع بالمخالفة فى منطقة التجريم‪ ،‬وهو ما لا يصدق على جريمة‬
                    ‫للحرياتوتطبيق قواعدة فى إطار الشرعية الإجرائية‪.‬‬         ‫الأشتباه فى صورتها ( الاشتهار والسوابق المتعددة)‪ ،‬الأمر الذى يوصم‬

‫‪23‬‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28