Page 194 - merit 53
P. 194

‫على العالم تنطوي على معرفة‬                                 ‫العـدد ‪53‬‬                           ‫‪192‬‬
    ‫وسطى بطريقة حاسمة‪.‬‬
                                                                             ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬      ‫الحر‪ .‬ووف ًقا لمولينا‪ ،‬فإن‬
 ‫باختصار شديد‪ ،‬إليك كيف‬                                                                  ‫الافتراض الحقيقي هو جزء‬
 ‫ُيفترض أن يعمل‪ :‬من خلال‬               ‫لماذا تكون‬
‫المعرفة الطبيعية‪ ،‬يعرف الإله‬    ‫معرفة المستقبل‬                                             ‫من معرفة الإله الحرة إذا‬
                                                                                           ‫‪-‬وفقط إذا‪ -‬كانت حقيقة‬
    ‫ما هو ضروري وما هو‬                ‫مفيدة للإله؟‬                                        ‫محتملة (حقيقة فعلية كان‬
                    ‫ممكن‪.‬‬              ‫حقيق ًة‪ ،‬من‬                                        ‫من الممكن أن تكون خاطئة‬
                                      ‫المفترض أن‬                                         ‫في ظل ظروف مختلفة) تقع‬
 ‫من خلال المعرفة الوسطى‪،‬‬        ‫معرفة المستقبل‬                                           ‫تحت سيطرة الإله‪ .‬تتضمن‬
  ‫يعرف الإله ما سيفعله كل‬         ‫تمكن الإله من‬                                           ‫أمثلة مثل هذه الافتراضات‬
                                     ‫اتخاذ قرارات‬                                        ‫الحقيقية «الجانب نفسه من‬
    ‫شخص ممكن بحرية في‬                  ‫حول كيفية‬                                         ‫القمر دائ ًما يواجه الأرض»‪،‬‬
  ‫كل موقف محتمل‪ ،‬من بين‬          ‫ممارسة السلطة‬                                          ‫و»البشر موجودون» و»هناك‬
‫أمور أخرى‪ .‬لذلك يقرر الإله‬        ‫الإلهية من أجل‬                                         ‫إغوانة في أمريكا الجنوبية»‪،‬‬
  ‫أي نوع من العالم يجب أن‬         ‫تحقيق الأغراض‬                                              ‫حيث كان من الممكن أن‬
  ‫يخلقه‪ ،‬بما في ذلك المواقف‬        ‫من وراء الخلق‪.‬‬                                       ‫يكون الإله قد أوضح أن هذه‬
   ‫التي يجب أن يوضع فيها‬              ‫ولكن هناك‬                                          ‫الافتراضات الحقيقية كانت‬
                                      ‫مشكلة هنا‪:‬‬
   ‫أشخاص أحرار‪ ،‬ومعرفة‬          ‫معرفة المستقبل‬                                                  ‫خاطئة بد ًل من ذلك‪.‬‬
   ‫كيف سيستجيبون‪ ،‬وهذا‬          ‫هي مجرد معرفة‬                                            ‫و ُيطلق على النوع الثالث من‬
 ‫يؤدي إلى معرفة الإله الحرة‬            ‫لما سيحدث‬
‫(الحقائق المحتملة التي تعود‬                                                                ‫المعرفة التي يمتلكها الإله‪،‬‬
‫إلى الإله)‪ ،‬بما في ذلك المعرفة‬           ‫(نظًرا لأن‬                                     ‫وف ًقا لمولينا‪ ،‬المعرفة الوسطى‬
   ‫المسبقة بالمستقبل الفعلي‪.‬‬    ‫المستقبل بحكم‬
   ‫في حالة نبوءة يسوع بأن‬                                                                   ‫(‪)middle knowledge‬‬
    ‫بطرس سينكره‪ ،‬سيقول‬                ‫التعريف هو‬                                            ‫(لأنها «تقع بين» معرفة‬
‫المولينيون إن الإله عرف (من‬      ‫كل ما سيحدث)‪،‬‬                                            ‫الإله الطبيعية ومعرفة الإله‬
 ‫خلال المعرفة الوسطى) أنه‬        ‫وبمجرد أن يعلم‬                                          ‫الحرة)‪ .‬الافتراض الحقيقي‬
 ‫إذا ُوضع بطرس في ظروف‬            ‫الإله أن شي ًئا ما‬                                        ‫هو جزء من معرفة الإله‬
 ‫معينة‪ ،‬فسوف ينكر يسوع‪.‬‬         ‫سيحدث بالتأكيد‪،‬‬                                             ‫الوسطى إذا ‪-‬وفقط إذا‪-‬‬
  ‫ولأسباب غير معروفة لنا‪،‬‬         ‫فقد فات الأوان‬                                           ‫كانت حقيقة محتملة (مثل‬
                                                                                            ‫بنود معرفة الإله الحرة)‬
     ‫قرر الإله أن يخلق هذه‬         ‫لفعل أي شيء‬                                            ‫ولكنها خارجة عن سيطرة‬
    ‫الظروف‪ ،‬ويضع بطرس‬                   ‫حيال ذلك‪.‬‬                                        ‫الإله (مثل بنود معرفة الإله‬
                                                                                            ‫الطبيعية)‪ .‬غالبًا ما يطلق‬
      ‫فيها‪ ،‬ويتنبأ من خلال‬                                                              ‫الفلاسفة على العناصر الأكثر‬
  ‫يسوع بما سيفعله بطرس‪.‬‬                                                                 ‫نقا ًشا حول المعرفة الوسطى‬
   ‫(للحصول على شرح أكثر‬
‫تفصي ًل‪ ،‬راجع‪Flint 1998, :‬‬                                                                      ‫«الشروط الاحتمالية‬
                                                                                             ‫للحرية»‪ ،‬لأنهم يصفون‬
              ‫‪.)chapter 9‬‬                                                                   ‫ما يمكن أن يفعله الناس‬
  ‫تولد نظرية مولينا للمعرفة‬                                                             ‫بحرية إذا ُوضعوا في مواقف‬
  ‫الوسطى نظرية عن العناية‬
                                                                                                    ‫مختلفة محتملة‪.‬‬
    ‫الإلهية تهدف إلى الجمع‬                                                              ‫يزعم مولينا أن سيطرة الإله‬
  ‫بين فكرة قوية عن سيطرة‬
   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198   199