Page 190 - merit 53
P. 190

‫العـدد ‪53‬‬                            ‫‪188‬‬

                               ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬                       ‫فلينت كيف يمكن أن يكون‬
                                                             ‫هذا عندما كان احتمال خيانة‬
 ‫يتنبأ يسوع أب ًدا بأن بطرس‬         ‫فيلسوف وعالم لاهوت‬
      ‫سينكره‪( .‬يحب بعض‬             ‫مسيحي مؤثر للغاية من‬        ‫يهوذا ليسوع ضعي ًفا ج ًّدا؟‬
                                  ‫العصور الوسطى‪ ،‬طريقة‬        ‫ويشير أي ًضا إلى أن هاسكر‬
     ‫الفلاسفة أن يطلقوا على‬         ‫مثيرة للاهتمام لتفسير‬      ‫يواجه معضلة هنا يشترك‬
    ‫هذا النوع من الافتراض‬                                      ‫فيها الآخرون من المؤمنين‬
  ‫«الواقع المضاد للاقتفائية»‪،‬‬        ‫معرفة الإله بالمستقبل‬   ‫المنفتحين‪ ،‬أي أنهم إذا أصروا‬
 ‫لأنه عبارة شرطية احتمالية‬     ‫المحتمل وحل مشكلة النبوءة‪.‬‬
 ‫تشير نتيجتها إلى وقت أبكر‬                                      ‫على أن احتمالات الأحداث‬
  ‫من سابقه)‪ .‬بعبارة أخرى‪،‬‬            ‫(لمزيد من المحاضرات‬      ‫المستقبلية المحتملة عالية بما‬
 ‫إذا كان الشخص على وشك‬              ‫التقديمية المفصلة لآراء‬    ‫يكفي لتبرير الإله في وضع‬
      ‫أن يختار بحرية القيام‬      ‫أوكام‪ ،‬راجع ‪the intro� :‬‬      ‫تنبؤات حول المستقبل‪ ،‬إذن‬
 ‫بشيء ما‪ ،‬لكان الإله قد علم‬         ‫‪duction to Ockham‬‬
   ‫به من الأبد‪ ،‬وبالتالي كان‬       ‫‪1983 by Adams and‬‬            ‫فالإله لا يجازف ويخاطر‬
                                     ‫‪the introduction to‬‬         ‫كثي ًرا في خلق العالم‪ .‬هذا‬
      ‫سيتصرف وف ًقا لذلك‪.‬‬        ‫‪Molina 1988 by Fred-‬‬        ‫يمثل إشكالية بالنسبة لبعض‬
‫إذا كان هذا صحي ًحا‪ ،‬فعندئذ‬      ‫‪ .)doso‬حيث يدعي أوكام‬           ‫المؤمنين المنفتحين‪ ،‬الذين‬
‫يبدو أن فكرة أوكام تعني أن‬       ‫أن ما كشفه النبي ح ًّقا عن‬     ‫يزعمون أن وجهة نظرهم‬
‫لدينا القدرة على القيام بشيء‬   ‫المستقبل المحتمل «من الممكن‬     ‫لها فضيلة أن الإله يجازف‬
‫ما الآن بحيث إذا كنا سنقوم‬       ‫أن يكون‪ ،‬وممكن أن يكون‬      ‫ببعض المخاطر في خلق العالم‬
                                  ‫زائ ًفا» (راجع‪Ockham :‬‬      ‫(راجع‪-104 ،Flint 1998 :‬‬
     ‫بذلك‪ ،‬فسيكون الماضي‬       ‫‪ ،)Predestination, 44‬على‬
‫مختل ًفا (لأن الإله سيعرف ما‬    ‫الرغم من أن وجود النبوءة‬                            ‫‪.)6‬‬
 ‫الذي سنفعله بشكل مختلف‬          ‫في الماضي فهي «ضرورية‬        ‫لن نحاول الفصل في النزاع‬
                                  ‫فيما بعد» (راجع ‪Ock� :‬‬
    ‫وبالتالي كان سيتصرف‬            ‫‪ham Predestination,‬‬          ‫بين فلينت وهاسكير هنا‪،‬‬
  ‫بشكل مختلف في الماضي)‪.‬‬       ‫‪ .)44‬وعلى حد تعبير كالفين‬           ‫لأن ذلك سيخرجنا من‬
 ‫حيث يشير بعض الفلاسفة‬             ‫نورمور( (�‪Calvin Nor‬‬
‫إلى هذا النوع من القدرة على‬         ‫‪« ،)more‬بعد أن كشف‬          ‫نطاق هذا البحث‪ .‬بد ًل من‬
 ‫أنه «قوة مضادة (للواقعية)‬       ‫الإله عن احتمال مستقبلي‪،‬‬     ‫ذلك‪ ،‬دعونا نفكر في الحلول‬
                                  ‫فمن الضروري أن تكون‬
              ‫على الماضي»‪.‬‬      ‫الأشياء الجسدية أو العقلية‬         ‫الممكنة الأخرى لمشكلة‬
 ‫ويضع ألفين بلانتينغا( (�‪Al‬‬    ‫التي استخدمها للكشف عنها‬        ‫النبوءة‪ .‬من أجل تصنيفها‪،‬‬
‫‪ )vin Plantinga‬هذه الفكرة‬      ‫موجودة‪ ،‬لكن ما يتم الكشف‬
                                ‫عنه ليس ضرور ًّيا» (راجع‪:‬‬        ‫سيكون من المفيد وصف‬
    ‫في الاعتبار في دفاعه عن‬       ‫‪.)Normore 1982, 373‬‬           ‫الطرق المختلفة التي حاول‬
 ‫رواية أوكام عن معرفة الإله‬       ‫وفيما يتعلق بمثالنا الذي‬     ‫الفلاسفة واللاهوتيون بها‬
                                ‫يتضمن نبوءة يسوع بشأن‬         ‫شرح معرفة الإله بالمستقبل‬
   ‫المسبقة بالمستقبل المحتمل‬       ‫إنكار بطرس‪ ،‬فإن فكرة‬
  ‫عندما يقول إنه «من الممكن‬         ‫أوكام هي أنه لو اختار‬                       ‫المحتمل‪.‬‬
 ‫أن يكون هناك عمل من هذا‬           ‫بطرس بحرية عدم إنكار‬
  ‫القبيل في حدود قدرتك على‬         ‫يسوع بد ًل من ذلك‪ ،‬فلن‬    ‫‪ -4‬الأوكامية (�‪Ock‬‬
                                                             ‫‪ )hamism‬والماضي‪:‬‬
    ‫أدائه‪ ،‬ومن هذا القبيل إذا‬
    ‫كنت ستؤديه‪ ،‬ثم لم يكن‬                                    ‫اقترح وليام الأوكامي(‪Wil�( ‬‬
‫الإله ليخلق إبراهيم» (راجع‪:‬‬                                   ‫‪( )١٦()liam Ockham‬حوالي‬
  ‫‪.)Plantinga 1986, 257‬‬
     ‫على نفس المنوال‪ ،‬يقترح‬                                         ‫‪ ،)1347 -1285‬وهو‬
   185   186   187   188   189   190   191   192   193   194   195