Page 188 - merit 53
P. 188

‫العـدد ‪53‬‬                             ‫‪186‬‬

                                ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬                      ‫المتمثلة في توافق معرفة الإله‬
                                                                  ‫المسبقة الكاملة مع وجود‬
  ‫واللاهوتيين لا يجدون هذا‬        ‫شاملة ومفصلة لدرجة أنه‬
   ‫النهج واع ًدا للغاية‪ ،‬لأنهم‬    ‫لم ُيترك شيء للصدفة‪ ،‬ولا‬      ‫أحداث مستقبلية محتمله(‪.)٩‬‬
    ‫يؤمنون بشدة بالأحداث‬          ‫حتى الاختيارات التي يبدو‬        ‫في حين أن السؤال الأكثر‬
                                                                  ‫عمومية حول معرفة الإله‬
 ‫المحتملة المستقبلية‪ ،‬وخاصة‬          ‫أنها حرة للبشر (راجع‬
   ‫الخيارات الحرة للإنسان‪.‬‬          ‫‪Carson ،Calvin 1536‬‬         ‫المسبقة يتضمن عاد ًة معرفة‬
    ‫وإلا كيف يمكن للمرء أن‬          ‫‪،1981 Feinberg 1986‬‬               ‫الإله والحدث المحتمل‬
    ‫يتجاوب مع المشكلة التي‬      ‫‪and White،Furlong 2019‬‬               ‫المستقبلي‪ ،‬فإن مشكلة‬
    ‫تطرحها النبوءات المتعلقة‬        ‫‪ ،2019‬جنبًا إلى جنب مع‬
                                     ‫مدخل العناية الإلهية في‬        ‫النبوءة تتضمن عنص ًرا‬
‫بالأحداث المحتملة المستقبلية؟‬   ‫موسوعة ستانفورد للفلسفة)‬          ‫ثالثًا‪ ،‬وهو النبوءة نفسها‪،‬‬
                                     ‫(‪ .)١٢‬لذا فإن أحد الردود‬
‫‪ -3‬إنكار معرفة الإله‬             ‫الممكنة على الصعوبة هنا هو‬          ‫والتي تصبح جز ًءا من‬
      ‫المسبقة‪:‬‬                  ‫التخلي عن نصف المشكلة من‬       ‫التاريخ الماضي للعالم بمجرد‬
                                ‫خلال إنكار وجود أي أحداث‬
  ‫هناك طريقة أخرى لمحاولة‬         ‫محتملة مستقبلية في المقام‬       ‫صنعها وحدوثها‪ .‬يضيف‬
     ‫حل المعضلة وهي إنكار‬          ‫الأول‪ .‬وبالعودة إلى مثالنا‬   ‫هذا العنصر الإضافي التفا ًفا‬
      ‫معرفة الإله بالمستقبل‬       ‫من التقليد المسيحي‪ ،‬عندما‬      ‫مثي ًرا للاهتمام إلى المشكلة‬
                                 ‫تنبأ يسوع ح ًّقا بأن بطرس‬      ‫العامة‪ ،‬مما يجعل حلها أكثر‬
   ‫المحتمل‪ .‬وف ًقا لهذا النهج‪،‬‬   ‫سينكره ثلاث مرات قبل أن‬
       ‫الذي ُيطلق عليه غالبًا‬     ‫يصيح الديك‪ ،‬لا يوجد لغز‬                        ‫صعوبة‪.‬‬
                                    ‫فلسفي طالما أننا لا ندعي‬
   ‫(الإيمان المفتوح) (‪open‬‬        ‫أن إنكار بطرس هو أحداث‬        ‫‪ -2‬إنكار الإمكان‪:‬‬
 ‫‪ ،)١٣()theism‬قد تكون هناك‬
                                           ‫عرضية محتملة‪.‬‬            ‫استجاب الفلاسفة لهذه‬
    ‫أحداث مستقبلية محتملة‬               ‫وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬       ‫المشكلة بعدة طرق مختلفة‪.‬‬
 ‫وطارئة‪ ،‬لكن الإله لا يعرف‬          ‫فإن العديد من الفلاسفة‬      ‫إحدى الطرق الواضحة للرد‬
                                                                  ‫هي ببساطة الادعاء بعدم‬
                      ‫عنها‪.‬‬
 ‫لا يعرف الإله عنها إما لأنه‪:‬‬                                      ‫وجود أحداث محتملة في‬
                                                                    ‫المستقبل‪ ،‬على الرغم من‬
      ‫‪ -1‬لا توجد افتراضات‬                                          ‫المظاهر التي تظهر عكس‬
     ‫حقيقية الآن تخبرنا عن‬                                          ‫ذلك‪ .‬لقد اتخذ أشخاص‬
  ‫الأحداث المستقبلية المحتملة‬                                   ‫مختلفون هذا النهج لأسباب‬
                                                               ‫مختلفة‪ .‬حيث ينجذب البعض‬
             ‫التي ستحدث‪.‬‬                                           ‫إلى فكرة أن كل حدث له‬
    ‫‪ -2‬أو لأنه من المستحيل‬
 ‫على أي شخص‪ ،‬بما في ذلك‬                                               ‫سبب كاف مسبق(‪.)١٠‬‬
    ‫الإله‪ ،‬أن يعرف مثل هذه‬                                     ‫يعتقد البعض الآخر أن فكرة‬

      ‫الافتراضات الحقيقية‪.‬‬                                       ‫الاختيار الحر لا تتطلب أي‬
 ‫‪ -3‬أو لأن‪ ،‬الإله اختار عدم‬                                     ‫شيء مثل الصدفة الحقيقية‬
‫معرفتها من أجل الحفاظ على‬                                      ‫أو إمكانية فعل أو نية خلاف‬
                                                               ‫ذلك(‪ .)١١‬بينما لا يزال البعض‬
   ‫حريتنا (راجع‪ ،‬على سبيل‬                                      ‫الآخر يعتقد أن سيطرة الإله‬
  ‫المثال ‪Swinburne 1986,‬‬                                         ‫على العالم (العناية الإلهية)‬

             ‫‪.)chapter 10‬‬
       ‫حيث يجادل المؤمنون‬
 ‫المنفتحون أي ًضا بأن المعرفة‬
   183   184   185   186   187   188   189   190   191   192   193