Page 57 - merit 53
P. 57
55 إبداع ومبدعون
الشعر في تونس
لي َس الف ْج َر وليس الليل بلد لا َيمضي فيه الحل ُم إلى قل َب الليل عن الفجر السكرا ْن
وليس الشيخ ولي َس الط ْف َل الذكرى
وليس صليل الفأس وليس نباح -والآن؟
بل ٌد مسكين -مائ ٌة م َّرت (خمسون إلى
الكلب
مولراحترى َبضبلىادبتخي َأطا ُ ٍسفمك َّمااذ ُييبأ ُس منه خمسين) كأ َّنا
أدعوك إلى بركان القلب بئ َس بلا ٍد تختزل الشعراء ُي ْت ٌم يسن ُد آخ َر
قبالة سيرت الصغرى
في ف َّل ِحي أم ٍل من باب الواجب نعبر نفس الجسر ونقرأ من نفس
ُق ْل واصدقنِي ال َق ْول بئس الشعب
أتعر ُف فج ًرا يصنع ليل خرابتنا سا ِر ِقنا ت َّفاحة نرى حين الو َرقة
إذا لم يخرج من بئ ِر العدد الخائب نتل َّم ُض
ويظ ُّل ُمضيئًا؟ بئس ال ُح َّراس الغ َّدارين من خلف السور
وندفن وم َض الشهو ِة في نفس
قل واص ُدقني القول وبئس الأرض إذا رقصت البئر الد ِبق ْة
أتعر ُف طف ًل َي ْر َض ُع ِذ ْئ َبتنا ويظ ُّل من تحت قلوب رفاق الرحلة
أهوي ُت بفأسك حيث رأي ُت جذو ًعا
بريئًا؟ كالس ِّكين هامد ًة
قل واص ُدقني القول خمسون إلى خمسين (لم َت ْنكسر الح َلق ْة)
أتعر ُف ج ْذ ًعا ُتر ِض ُع ُه الأقدا ُر إذا ولم أر طفلك يلع ُب فترك ُت براءاتي الأولى ولجأ ُت إلى
لم يفط ْم ُه الإعصار لم أر طفلك يكس ُر لعبت ُه ِسنِ َك ْه
بعي ًدا عن غابات الح َّطابي َن أو يس َخ ُر ِبال َحيَّا ِت وبال َأ ْو َرا ِل (كلبي المس ُكو ْن)
و ُيشه ُر في وجه الأحوا ِل لسا ًنا
المُ ْر َت ِز َق ْة؟ أنا ذا أتخبَّط في أحلامي من مائة
ُغ ِّمس في طيش الأطفا ِل م َّرت
سودا َء ُس ْخري ٍة أنا ذا طف ٌل من ويبغ ُت بن َت الجا ِر فيخط ُف
وأ ْغنِي ٍة َن ِز َق ْة حبل الدلو ويحدف قربتها (خمسون إلى خمسين)
بالبسر الحل ِو و ُيمس ُك عقربه وأنبح أنبح
ح َّطا ٌب أعمى أن ُث ُر فجري حي ُث من شوكتها ليراها في أكفا ِن النار
ُتبعثرني ال ُخطوا ُت (لم يسمعنا هذا الشعب الطفل)
وغاباتي الكلما ُت وفأسي ليس تخيط الموت بإبرتها وأنبح أنبح
سوى قص ٍب مثقو ٍب وتراقص ميتتها كي تنهزم
تدخ ُل فيه الريح فيقطر (لم يسمعنا هذا الطفل الشع ُب)
أوجا ًعا ديدا ًنا أوحا ًل رعبًا الأكفان ولم يصبح حل ٌم من أحلامي
أحلا ًما تهر ُب من إغرا ِء ال َع ْو ِد إلى ذكرى
خمسون إلى خمسين (ما هذي اللعنة؟)
ولم أر شع َب َك ي ْت َع ُب
ال َع ْو ِد أفلا ِم الحمض الأ َّو ِل لم أر شع َب َك يرف ُع ح ْد َب َت ُه طال النوم وطال الليل وطال
إلى إغواء من يهر ُب َِطشْفْي ِبًلا ليليق به حد ُب الأقدا ِر الصبر
اليرق ْة ولم أر فجر َك يغض ُب
لم أر فجر َك ي ْكس ُر بيضت ُه ونحن فتي ٌل يذبل في نفس القنديل
ليليق به ص َخ ُب الأنوار
أنا ذا شجر ْة تعا َل لننبح في نفس البرميل
أتن َّف ُض من أوراقي ال َم ْي َت ِة أدعو َك إلى ما لي َس الأبي َض لي َس تعا َل لننبح يا “باسي”
الأسو َد