Page 52 - merit 53
P. 52
العـدد 53 50
مايو ٢٠٢3
الجوانب رسالتها التي بعنوان (سلم الجارة)، فإنه سيعاني آلا ًما حادة .سيضايقه التوهج».
لتظهر من خلال هذا النص الاختلاف الحاصل (الكتاب السابع ،ص )320في هذه الحالة يكون
بين كتابة المرأة المعتمدة على خيالها وبين كتابة قد وصل إلى حد التقوقع على الذات ،ونكران أي
الرجل الذي يصادف الأفكار في الطريق وفي محطة حقيقة غيرها ،ما يعني الهزيمة ،هذه الفكرة التي
القطار ،لأنه يخرج إلى الحياة العامة ،أما هي فإنها خصصت لها الكاتبة رسالة خاصة فيما بعد ،تبدو
محرومة من كل ذلك ،ومحرومة من رؤية المدينة فيها في قعر اليأس« :إني أمام حقيقة واحدة إني
وتفحص بناياتها وأشيائها ،إنها تدرب خيالها على أقولها وإني لا أخشاها أب ًدا ..إني وحق السماء
خلق واقع بديل يخفف عنها ما هي فيه ،وتلخص
هزمت»( .العدد ،97 /96ص)108
مأساتها في ما يتصل بالكتابة ،ومعها غيرها ومع هذا تتخذ من الكتابة ح ًّل وملا ًذا وملجأً،
بطبيعة الحال من النساء اللاتي يشبهنها ويعشن وهو ما عبَّرت عنه كثير من النساء المضطهدات أو
الكتاب المضطهدين أي ًضا ،كما هو حال السجناء
في سجن فرضه عليه َّن الرجال« :لو كنت رج ًل الذين وجدوا في الكتابة متنف ًسا لهم ،يحميهم من
سيولد ألف نص على أصابعي مع كل خطوة في الانهيار ،وكذلك ياسمين كنعان ،فقد كانت الكتابة
الشارع ،مع كل صباح الخير ،مع كل فنجان قهوة، ملجأها الذي تف ُّر إليه من هذا الواقع الأسود
مع كل لفافة تبغ ،مع كل مشاوير المساء»( .العدد معتمدة على مخيلتها في رسم واقع بديل ،أو أنها
أشارت إلى ذلك البديل الذي ترجوه دون أن تكون
،97 /96ص)116 قادرة على التجاوز عنه ،كما يصور ذلك من كل
هذا المأزق الذي تشير إليه الكاتبة في صنعة الكتابة
عند النساء ،يجعل الكتابة كما قلت ساب ًقا ناقصة،
هروب ستة أسرى
من سجن جلبوع