Page 48 - merit 53
P. 48

‫العـدد ‪53‬‬  ‫‪46‬‬

                                                         ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

   ‫كما صاحبت ثلاث لوحات للفنان صالح الخدير‬                                        ‫رواية مخطوطة للكاتبة‪.‬‬
                     ‫مجموعة النصوص الأخيرة‪.‬‬                     ‫‪ -‬رسائل ليلية‪ ،‬ونشرت تحت باب «سرد»‪،‬‬
                                                          ‫ويتألف من ثماني رسائل‪ ،‬كتبت بين ‪ 27‬حزيران‬
 ‫روائ َّية النصوص ووحدتها السردية‬                        ‫‪ 2021‬وحتى ‪ 3‬آب ‪ ،2021‬ولم تفصح الكاتبة عن‬
                                                         ‫المرسل إليه‪ ،‬ونشرت في العدد ‪ ،81‬أكتوبر‪ /‬تشرين‬
     ‫وعلى أية حال‪ ،‬فإن هذه النصوص بمجموعها‬
  ‫واللوحات المرافقة لها تعبر عن شخصية كاتبتها‪،‬‬                                              ‫الأول ‪.2021‬‬
                                                            ‫‪ -‬أن تقرأ ما أكتب‪ ،‬ونشر تحت باب «رسائل»‪،‬‬
      ‫وتشكل م ًعا ‪-‬فيما أظن‪ -‬كتلة سردية واحدة‬              ‫ويتألف من سبع رسائل‪ ،‬تضع لكل منها عنوا ًنا‪،‬‬
  ‫يجمعها الإطار الفني العام‪ ،‬لذلك يمكن أن تشكل‬           ‫وتذيله بتاريخ كتابة كل رسالة‪ ،‬وقد كتبت بين ‪21‬‬
   ‫م ًعا رواية باقتراح جمال ٍّي حداث ٍّي لتكون نموذ ًجا‬  ‫آب ‪ ،2021‬و‪ 28‬آب ‪ ،2021‬ونشرت في العدد ‪،94‬‬
 ‫من رواية «الكولاج»‪ ،‬متجاوزة الشكل الكلاسيكي‬
                                                                          ‫نوفمبر‪ /‬تشرين الثاني ‪.2022‬‬
    ‫للرواية العربية‪ ،‬ذات الأحداث المتصلة والحبكة‬           ‫‪ -‬لا أذهب إلى النهر‪ ،‬ونشر تحت باب «يوميات»‪،‬‬
‫والشخصيات وتشابكها‪ ،‬وانعدام ملامح الزمان ما‬
 ‫خلا تلك الإشارات في تاريخ الكتابة‪ ،‬كما أن المكان‬           ‫وتضع له الكاتبة عنوا ًنا فرعيًّا‪« :‬رسائل الضفة‬
                                                           ‫للماء الهارب»‪ ،‬ويتكون من ثلاثة وثلاثين ن ًّصا‪/‬‬
    ‫هو مكان شخصي ذاتي ينطلق من ذات الكاتبة‬
 ‫وتفاعلاتها الشخصية معه‪ ،‬ما يشكل زما ًنا ومكا ًنا‬              ‫رسالة‪ ،‬بينت الكاتبة تاريخ كتابة كل نص في‬
                                                            ‫نهايتها‪ ،‬مع ملاحظة أن ثمان َي من تلك الرسائل‬
    ‫سائلين ينتميان إلى الزمان والمكان في القصة‪/‬‬              ‫تخلو من العنوان‪ ،‬وكتبت بين ‪ 3‬أيلول ‪،2021‬‬
   ‫الرواية الحداثية‪ ،‬إضافة إلى ما في النصوص من‬           ‫وحتى ‪ 4‬نيسان ‪ ،2022‬ونشرت في العدد المزدوج‬

      ‫فضاءات سوداء متاخمة أحيا ًنا لعالم الأحلام‬                          ‫‪ ،97 /96‬يناير‪ /‬فبراير ‪.2023‬‬
     ‫والتخيلات‪ ،‬ما جعل النصوص تناوش منطقة‬                      ‫وغالب الظ ِّن من خلال التوصيف السابق أن‬
     ‫الفنتازيا قلي ًل دون الغرق في هذا العالم المع َّقد‬    ‫للمحرر اقتراحاته التي طالت عناوين النصوص‪،‬‬
                                                          ‫داخل كل مادة من المواد الخمسة المنشورة‪ ،‬وربما‬
                                      ‫والمخيف‪.‬‬             ‫كان ت ْرك بعض النصوص دون عناوين في المادة‬
       ‫عدا هذا وذاك‪ ،‬فإن تلك النصوص المفتتة إلى‬           ‫الخامسة سه ًوا من المحرر‪ ،‬وليس اختيا ًرا قصد ًّيا‬
‫وحدات سرد قصيرة ومعنونة أو غير معنونة‪ ،‬وما‬
 ‫تحتويه من حديث عن مأزق الذات التي تعاني من‬                                                  ‫من الكاتبة‪.‬‬
  ‫القهر والعزلة والقلق الروحي والعدمية وسيطرة‬               ‫وبذلك يكون مجموع تلك النصوص الكليِّ (‪)55‬‬
 ‫النزعة الكافكاوية عليها؛ يجعلها مثا ًل جي ًدا للكتابة‬
   ‫غير الكلاسيكية‪ ،‬فالكاتبة غير معنية إلا بالكتابة‬             ‫ن ًّصا تنتمي إلى فن السرد الذاتي المتنوع بين‬
     ‫وكتابة الذات بالتحديد‪ ،‬وهذا ملمح جدير بأن‬           ‫القصة والرسائل واليوميات‪ ،‬وقد نشرت تصاحبها‬
 ‫ُيدخل هذه النصوص في الحداثة السردية بما فيها‬
    ‫من ملامح الشك واللاجدوى والنظر إلى الحياة‬                  ‫مجموعة من اللوحات الفنية كعادة المحرر في‬
    ‫نظرة سيئة عمو ًما‪ ،‬فصار هذا الشكل السردي‬                 ‫حرصه على أن يكون مع أي مادة رسومات أو‬
   ‫المفتت علامة فنية ذات دلالة معنوية على التفتت‬             ‫أعمال فنية تتناسب ومضمونها‪ ،‬ويتناسب مع‬
‫والتشرذم والاغتراب الذاتي‪ ،‬ومعبِّ ًرا فعليًّا عن حالة‬        ‫نشرها في مجلة‪ .‬وبلغ عدد اللوحات المصاحبة‬
 ‫اللاجدوى التي تعيشها الكاتبة‪ ،‬وتعمل جاهدة على‬           ‫للنصوص اثنتي عشرة لوحة‪ ،‬لخمسة من الفنانين‬
      ‫أن تكتبها بصدق‪ ،‬وليس فقط أن تكتب عنها‪.‬‬                 ‫التشكيليين العرب وهم‪ :‬فؤاد حمدي؛ وكان له‬
   ‫لقد ارتبطت هذه الكتابة بعالم الفيسبوك‪ ،‬ويمكن‬
‫لها أن تكون كذلك نموذ ًجا للأدب الإلكتروني الذي‬                ‫لوحتان مصاحبتان للنص الأول‪ ،‬ولينا ديب‬
    ‫ساهمت في إنتاجه ظروف الحداثة الإلكترونية‪،‬‬             ‫وصاحبت لوحتان لها النص الثاني‪ ،‬وأما «رسائل‬
                                                           ‫ليلية» فكانت هناك لوحتان مصاحبتان له للفنانة‬

                                                             ‫وضحة مهدي‪ ،‬في حين كان للفنان وليد نظمي‬
                                                            ‫ثلاث لوحات مصاحبة لنص «أن تقرأ ما أكتب»‪،‬‬
   43   44   45   46   47   48   49   50   51   52   53