Page 44 - merit 53
P. 44
العـدد 53 42
مايو ٢٠٢3
مثل ُيضرب للذي ُيعول على شخص ما ،فيخل هذا -4نماذج لبعض الأمثال الشعبية
الشخص بواجبه ويتهاون في أدائه ،فهو كمن يتفق مع العامية المغربية
طفل على الصوم فيصبح فاط ًرا؛ لأن الطفل لا يعرف إن المجتمع المغربي كغيره من المجتمعات التي عرفت
معنى الصوم. هذا اللون من التعبير ،فالناس ينزعون إلى استخدام
المثل الشعبي حسب كل مقام ،فيختارون من جملة من
« -5الض ْي ْف َما ْي ْت َشر ْط ْو ُم ْو ْل دا ْر َما ْي َفر ْط»: الأمثال ما يختصر الفكرة التي يريدون أن يعبروا عنها.
ُيضرب للشخص الذي يحل ضي ًفا على الآخر لكي لا ومع غنى هذه الأمثال وتعددها ،إلا أنها ما زالت في
ُيكلفه فوق طاقته ،ولصاحب الدار لكي لا ُيقصر في حاجة إلى مزيد من الدراسة والجمع والتمحيص ،حفا ًظا
على هذا الموروث الشعبي الغني بالكثير من الدلالات
إكرامه. الثقافية والاجتماعية .وأمام ندرة المراجع التي وصلنا
« -6ا ْي َل ْش ْف ِت ُزو ْج ْم ْت َعا ْش ِري ْن ،ا ْع َر ْف الد ْر ْك َع َل إليها أثناء إنجاز هذه الدراسة ،ارتأينا أن ننتقي نماذج
لبعض الأمثال الشعبية المغربية التي ما زالت متداولة،
َوا َح ْد»:
ُيضرب لبيان أن المعاشرة الطويلة بين اثنين ،لا ُيمكن وتحظى بالاهتمام من قبل الذائقة الشعبية.
« -1أ ْل ْز ْو ْق َم ْن َبرا ،أ ْش ْخ َبا ْر ْك َم ْن ْل َدا َخ ْل»:
أن تدوم إلا إذا كان أحدهما يتحمل عيوب الآخر، وهو مثل ُيضرب للشخص أو الشيء الذي يغرنا
ويصبر عليها ،ولا ُيؤاخذه. بمظهره ،ولكننا نتغافل عن حالته الباطنية ،وما تنطوي
هذه بعض الأمثال الشعبية العامية المغربية المتداولة في عليه من عيوب.
ُمختلف المناطق المغربية ،ولا يتسع المقام لحصرها كلها. « -2أ ِجي َياما ْن َور ْي ْك َدا ْر أ ْخ َوا ِل»:
ُيضرب لمن يريد أ ْن يرشدك إلى شيء أنت أدرى به منه
وطب ًعاُ ،نلاحظ أن الخصائص التي أشرنا إليها ساب ًقا
من السهل ملامستها ،فهذه الأمثال تتميز بالاقتضاب، خبرة وتجربة».
« -3ت ْي ْتع ْل ْق في ْن ْي ْتفل ْق»:
وبساطة التعبير ،كما أنها في الوقت نفسه ،منتوج ُيضرب للشخص الذي يسعى إلى تحقيق أمور لا يقدر
إنساني يشكل ذخيرة معرفية وثقافية جديرة بالالتفات عليها مهما فعل لانعدام الوسائل التي ُتساعده على
إليها ،والفرد مطالب في وقت من الأوقات بامتلاكها الوصول إلى ذلك.
لمسايرة التطور الحضاري والاجتماعي .وذلك لأننا « -4لِ ْت َسح ْر َم َع ال ْد َرا ِري ْي ْص َب ْح َفا َط ْر»:
«نعيش جز ًءا من مصائرنا في عالم الأمثال .ولعل هذا ما
يفسر لنا استعمالنا الدائم للأمثال ،على الأنواع الشعبية
الأخرى مثل الأسطورة ،والحكاية الشعبية ،والألغاز،
وغير ذلك .فالأمثال ،بالنسبة إلينا ،عالم هادئ نركن
إليه حينما نود أن نتجنب التفكير الطويل في نتائج
تجربتنا»(.)13
خاتمة
من خلال ما سبق ،يمكننا استخلاص ما يلي:
-1المثل الشعبي العامي شكل من أشكال التعبير الفني
التي تعكس ثقافة الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيها،
فهي تتولد تب ًعا للعلاقات التي يبنيها مع الآخرين في
نطاق الحياة اليومية.
-2لهذا النوع من الأمثال ،خصوصيات تميزه وتجعله
أكثر أنواع الأدب الشعبي قدرة على حفظ عادات
المجتمعات وتقاليدها؛ كما أنه يعرفنا بطبيعة التفكير
التي كانت سائدة في الماضي