Page 54 - merit 53
P. 54

‫العـدد ‪53‬‬  ‫‪52‬‬

                                                  ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

     ‫إلى اسمي القديم» (السابق‪ ،‬ص‪ ،)108‬وبعدم‬            ‫ومضمو ًنا مث ًل لكتابة المرأة المضطهدة في ظل‬
                                                       ‫انعدام من ينصرها أو يسعى إلى إنقاذها‪ ،‬فقد‬
 ‫مشاركتها في الحياة الثقافية الواقعية‪ ،‬وبحرمانها‬      ‫فقدت ثقتها بالحياة لتصل في نهاية المطاف إلى‬
                                                   ‫العدمية المغلقة على المصير الأسود‪ ،‬وخلق في نفس‬
  ‫من التنقل بحرية والعيش بحرية‪ ،‬وبحرمانها من‬           ‫الكاتبة إحسا ًسا بالعجز‪ ،‬تقول‪« :‬وتكتشف أن‬
                                                      ‫البكاء سدى‪ ،‬وأن الصراخ عجز‪ ،‬وأن قهرك قد‬
    ‫الكتابة بحرية دون أن تجد الرقيب الاجتماعي‬      ‫نبتت له ألف ذراع وذراع‪ ،‬وأنك مهما حاولت فلن‬

     ‫يلاحقها‪ ،‬فيفرض عليها عزلة مضاعفة‪ ،‬تشعر‬                        ‫تفلت»‪( .‬العدد ‪ ،97 /96‬ص‪)111‬‬
                                                    ‫تؤكد الكاتبة ياسمين كنعان بحياتها وكتابتها كل‬
   ‫بها وتخافها حتى وهي كاتبة تختفي وراء اسم‬        ‫السمات والمواصفات التي يمكن أن توجد في واقع‬
                                                    ‫المرأة المضطهدة عمو ًما أو المرأة الكاتبة المضطهدة‬
     ‫مستعار‪ ،‬لقد تمكن الخوف منها تمكنًا روحيًّا‬    ‫على وجه الخصوص‪ ،‬وذلك بمواراتها وراء اسمها‬
      ‫ونفسيًّا جعلها تعيش هذه الحالة المزرية من‬     ‫المستعار التي ألمحت له في هذه النصوص في غير‬
    ‫الاضطهاد الذي تضافرت أسبابه ليضيِّق عليها‬     ‫موقع‪ ،‬كقولها مث ًل‪« :‬إن مت مرة أخرى لا تعيدوني‬
‫خناقه كأشد الحالات بؤ ًسا‪ ،‬أكثر مما عانت كوزيت‬
  ‫أو غيرها من النساء‪ ،‬وعليه فإن كتابتها هذه تعد‬
   ‫مثا ًل على كتابة المضطهدين والمهمشين الذين لا‬

           ‫يريدون سوى أن يظلوا على قيد الحياة‬
   49   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59