Page 56 - merit 53
P. 56

‫العـدد ‪53‬‬                                                       ‫‪54‬‬

                                                                                 ‫مايو ‪٢٠٢3‬‬

‫آدم فتحي‬

‫(تونس)‬

‫شجرة الكلمات‬
‫( َق ْبُر أبي القاسم الشابي)‬

 ‫نظر َت إلى جه ٍة فنظر ُت إلى أخرى‬                           ‫أته َّجى الوحشة مزدح ًما بالعالم‬                       ‫أع َمى في ِسي ْر ِك النا ِر على با ِب‬
 ‫و َد َخ ْل َنا ال َب ْح َر ولا َم َّل َح َول َا ُر َّبان‬                      ‫تحت لحائي‬                                           ‫الش ْع ِر الد َّوا ِر‬
                                                                                                                                   ‫وع ْت َبتِ ِه الزلِق ْة‬
                           ‫كأ َّنا‬                            ‫أقرأُ في عين ِّي الذئب الساك ِن في‬
                  ‫ُي ْت ٌم ُي ْسنِ ُد آ َخ َر‬                               ‫أحشائي سط ًرا‬                        ‫جسدي يتق َّط ُع بالأسبا ِب فلا الف ُم‬
                                                                                                                                  ‫يبل ُغ خ َّد البا ِب‬
‫تذ ُك ُر أن َت سما َء النور و َأ ْذ ُك ُر عي َن‬                ‫من د ِم طفلي (طف ٌل أ ْن ُص ُل فيه‬
         ‫الج َّدة تشر ُق بال ُنّقصا ِن‬                                               ‫وعن ُه‬                                ‫ولا الي ُد َت ْل َح ُق ِبال َح َل َق ْة‬
                                                                                                                                     ‫‪ -‬من أنت؟‬
 ‫وتذكر بنت الحور فأذكر حدبتها‬                                  ‫كأ ْن لا ين ُجو شي ٌء منِّي إ ْن لم‬
              ‫تتص َّدع في الفقدان‬                                          ‫َي ْه َل ْك شي ٌء من ُه)‬                        ‫‪ -‬لع ّل ح ّطا ُب الشعراء‬
                                                                                                                                         ‫وأنت؟‬
     ‫وتتبع ظ َّل الموسيقى في النهد‬                             ‫وأكت ُب‪َ :‬ل ْح ِمي ي ْن ُص ُل في ل ْح ِم‬
      ‫فأتبع خ ْط َم سلوق ٍّي يتش َّم ُم‬                                             ‫الورق ْة‬                          ‫‪ -‬كأ ِّني من كلما ٍت ُم ْن َك ِس َر ْة‬
‫ُع ْر َي اللَّ ْح َظ ِة تحت الخ ْرص الف َّض ِة‬                                                                   ‫ل َا ُتور ُق إلا ِع ْن َد ُملامس ِة الأشياء‬
                                                                       ‫***‬
                 ‫والعقد ال َم ْر َجان‬                             ‫َ ْل ُتول ْد في ف ْب َرا ِي َر ِم ْن ما َئ ٍة‬       ‫أته َّجى الألف َة مبته ًجا بعما َي‬
                                                                ‫َ ْل أُو َل ْد في أُ ْك ُتو َب َر ِم ْن ستِّين‬                   ‫وأر ُق ُص مبته ًجا‬
  ‫كأ َّنا لا يدنينا القر ُب ولا يقصينا‬
                          ‫ال ُبع ُد‬                        ‫ُولدنا بع َد غ ٍد أو قبل سنين وحي ُث‬                  ‫بدبيب الن ْم ِل على سا ِقي (نم ٌل ث ِم ٌل‬
                                                                                 ‫يطيب لنا‬                             ‫بهدير السيَّارا ِت وخشخش ِة‬
                  ‫كأ َّنا لسنا َب ْع ُد‬                                                                                        ‫الأضوا ِء) وأخر ُج‬
  ‫َت ِح ُّن إلى الطفل المفقود وأك ُب ُر في‬                 ‫أن ُنول َد بين الوقت الهاد ِر والوق ِت‬
                                                                                   ‫المه ُدو ِر‬                      ‫ِمسْنما َكئ َّفي َّيالمُع َّطدبِي َقًد ْاة ِ َّف وحي ًدا تحت‬
                   ‫ط ْف ِل الفقدا ِن‬
  ‫وتحلم بالفجر الصاحي وأُراو ُد‬                                       ‫على َنا ُظو َر ْي جغرافيا‬
                                                             ‫نضجا للري ِح ور َّفا مثل جناح ِّي‬

                                                                                 ‫ال ُع ْص ُفو ِر‬
   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60   61