Page 123 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 123

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬              ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫نتائـج مصطفـى سـويف‪ ،‬التـي كان مـن أهمهـا أن‬                            ‫	 ‪‬ظواهر المرض النفسي‪.‬‬
‫العمليـة الإبداعيـة جهـد يبذلـه المبـدع بشـكل إيقاعـي‬                         ‫	 ‪‬تعاطي المخد ارت‪.‬‬
‫لتجـاوز الصـدع بيـن الأنـا والآخـر مـن أجـل اسـتعادة‬                         ‫	 ‪‬علم نفس الإبداع‪.‬‬

                                   ‫الـ (نحـن)”‪.‬‬         ‫بنـاء علـى ق ار ارتـه الإ ارديـة التـي تحـدث عنهـا‪.‬‬
                                                        ‫ولعلنـا نؤكـد أن هـذه المجـالات الثلاثـة هـي مجـرى‬
‫أمـا عـن بقيـة المجـالات فقـد نشـط مصطفـى‬               ‫النهـر الواسـع الـذي شـقه الأسـتاذ أمـام تلاميـذه‪ ،‬وأن‬
‫سـويف فـي مجـال العـاج النفسـي وفـي مجـال‬               ‫قسـمات هـذا المجـرى لـم تكـن معروفـة ولا مطروقـة‬
‫تعاطـي المخـد ارت‪ ،‬ولـم نجـد نشـاطا موازيـا لـدى‬        ‫فـي مصـر قبـل أن يؤصـل الأسـتاذ قواعدهـا‪ .‬وأن‬
‫شـاكر عبـد الحميـد فـي هذيـن المجاليـن‪ .‬ومضـى‬           ‫د ارسـات الإبـداع لـم تكـن معروفـة فـي مصـر علـى‬
‫مصطفـى سـويف فـي د ارسـة الإبـداع فـي فـن‬               ‫نحـو مـا أسسـه الأسـتاذ منـذ ‪1945‬م حتـى تأسيسـه‬
‫التصويـر عنـد سـيف وانلـي ومحمـود سـعيد‪ ،‬كمـا‬           ‫قسـم علـم النفـس عـام ‪1974‬م‪ .‬ومـع أن تأسـيس‬
‫قدم د ارسـات نفسـية في الإبداع والتلقي وفي العلاقة‬      ‫هـذا القسـم قـد تأخـر كثيـ ار لكـن الأسـتاذ لـم يكـف لا‬
‫بيـن العلـم والفـن مـن حيـث الجـذور الفلسـفية وكان‬      ‫عـن العمـل فـي مجـال الإبـداع ولا التـذوق‪ ،‬ولـم يكـف‬
‫حريصـا علـى ربـط علـوم النفـس بعمليـة تلقـي العمـل‬      ‫عـن رعايـة التلاميـذ وتنشـئتهم تنشـئة علميـة متميـزة‪.‬‬
‫الأدبـي والفنـي‪ .‬كل هـذه الإنجـا ازت العلميـة ‪ -‬التـي‬
‫نشـرها مصطفـى سـويف فـي دوريـات دوليـة وفـي‬             ‫ويصعـب علينـا ‪ -‬يصعـب علـى غيرنـا ‪ -‬أن‬
‫دوريـات عربيـة ‪ -‬رسـخت قدمـه فـي العلـم الـذي‬           ‫نحصي هؤلاء التلاميذ في مدرسة مصطفى سويف‬
‫وطنـه فـي بلـده واهتـدى بهديـه شـاكر وحنـورة وعبـد‬      ‫الذيـن تتلمـذوا علـى يديـه‪ ،‬ولكننـا مـع ذلـك حريصيـن‬
‫الحليـم السـيد وغيرهـم ممـن تتلمـذوا فـي مدرسـته‪.‬‬       ‫علـى أمـر مهـم وهـو أن نقـف عنـد واحـد مـن أشـهر‬
                                                        ‫تلاميـذه هـو شـاكر عبـد الحميـد سـليمان ‪-1952‬‬
‫ويبقـى أن الأسـتاذ كمـا آلا علـى نفسـه أن يكتـب‬         ‫‪2021‬م الـذي تخـرج فـي العـام ‪1974‬م مـن قسـم‬
‫للداخـل كمـا يكتـب للخـارج وألا يهجـر مصـر هجـرة‬        ‫الفلسـفة‪ .‬فقـد كان فـي السـنة النهائيـة للتخـرج بينمـا‬
‫بائنـة ولا مقنعـة‪ ،‬فـإن أحـدا مـن تلاميـذه لـم يسـتطع‬   ‫بـدأت الد ارسـة فـي قسـم علـم النفـس ‪1974‬م‪ .‬نـال‬
‫المضـي فـي هـذا الـدرب الصعـب‪ .‬فقـد هجروا مصر‬           ‫درجتـي الماجسـتير والدكتـو اره فـي التخصـص الـذي‬
‫إلـى بـاد أخـرى وكتبـوا هنـاك مـا تتطلبـه ظـروف‬
‫الكتابـة‪ .‬ومـن ثـم فـإن القـول بـأن أحـدا مـن تلاميـذه‬    ‫أرسـى قواعـده الأسـتاذ‪ ،‬وهـو علـم نفـس الإبـداع‪.‬‬
‫قـد ارد مـا لـم يـرده الأسـتاذ قـول مرفـوض ومطعـون‬
‫فـي صحتـه وفـي غرضـه‪ .‬فهـذا أو ذاك مـن أشـهر‬            ‫وإذا كان الأستاذ قد درس الأسس النفسية للإبداع‬
‫التلاميـذ لـم يفعـل أكثـر مـن تسـخير علمـه لاسـتجابة‬    ‫فـي الشـعر خاصـة‪ ،‬فـإن شـاكر عبـد الحميـد درس‬
‫مـن الاسـتجابات الوقتيـة التـي يغازلهـا بريـق المـال‬    ‫الأسس النفسية للإبداع في فن القصة القصيرة‪ ،‬في‬
                                                        ‫رسـالته الأولـى‪ ،‬وفـي الثانيـة درس الأسـس النفسـية‬
                 ‫أو شـهوة السـلطة هنـا أو هنـاك‪.‬‬        ‫للإبـداع فـي فـن التصويـر ونـال بهـا درجـة الدكتـو اره‬
                                                        ‫عـام ‪1984‬م‪ .‬وعـن الد ارسـتين يقـول مصـري حنـورة‬
                                                        ‫‪« :‬الد ارسـتان تمضيـان فـي نفـس الاتجـاه الـذي‬
                                                        ‫مضـت فيـه د ارسـات مصطفـى سـويف‪ .‬أمـا عـن‬
                                                        ‫النتائـج التـي توصـل إليهـا فتلتقـي بشـكل تكاملـي مـع‬

‫‪123‬‬
   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128