Page 69 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 69

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                             ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫سـائر أنحـاء العالـم ‪ -‬قـد عمـل علـى الدعـم النفسـي‬                    ‫صحافـة المواطـن لتفتـح المجـال لأولئـك الذيـن لـم‬
         ‫للأفـ ارد وبـث روح المسـاندة الاجتماعيـة‪.‬‬                     ‫يكـن لديهـم فـي السـابق وسـيلة لسـماع أصواتهـم‬
                                                                       ‫والبـوح بمكنوناتهـم‪ ،‬فبرهنـت صحافـة المواطـن أن‬
‫حيـث لـم تخـل منصـات صحافـة المواطـن مـن‬                               ‫المجموعـات الاجتماعيـة المحرومـة قـادرة بشـكل‬
‫مقاطـع الفيديـو المرحـة التـي وثقهـا المواطنون لرجال‬                   ‫خـاص علـى التعبيـر عـن نفسـها والمشـاركة فـي‬
‫الشـرطة فـي مختلـف دول العالـم لبـث الطمأنينـة‬
‫لـدى الشـعب‪ ،‬بالإضافـة لعـدد لا نهائـي مـن مقاطـع‬                                                      ‫الحيـاة العامـة‪.‬‬
‫الفيديـو والصـور ليوميـات المواطنيـن خـال الحجـر‬
‫الصحـي مـن المنـازل‪ ،‬داخـل إطـار الكوميديـا إلـى‬                       ‫فقـد حققـت صحافـة المواطـن مبـدأ المسـاواة‬
‫جانـب التعليقـات الشـخصية التـي تجعـل المحتـوى‬                         ‫الاجتماعيـة بيـن أفـ ارد المجتمـع‪ ،‬حيـث أصبحـت‬
                                                                       ‫السـلطة الآن تحـت تصـرف الجميـع نتيجـة لشـعبية‬
                                 ‫أكثـر جاذبيـة‪.‬‬                        ‫الأدوات التكنولوجيـة الجديـدة‪ ،‬مثـل الهواتـف‬
‫وهـذا يزيـد مـن قيمتـه الترفيهيـة‪ ،‬ومشـاركتها مـع‬                      ‫المحمولـة والإنترنـت التـي تتخطـى الطبقـات‬
‫الآخريـن؛ بغـرض الترفيـه وقضـاء وقـت ممتـع؛‬                            ‫الاجتماعيـة والاقتصاديـة؛ لمنـح حـق الوصـول حتـى‬
‫للخروج من دائرة الملل والخوف ال ازئد والقلق النفسي‬                     ‫للفقـ ارء والمهمشـين ليصبحـوا صحفييـن‪ ،‬وتسـمح لهـم‬
‫المت اركـم‪ ،‬مـن خـال مـا تبثـه النشـ ارت الإخباريـة‬                    ‫بالتقـاط أي لقطـات تهمهـم أو التعبيـر عمـا يجـول‬
‫ومواقـع الأخبـار عـن مسـتجدات الفيـروس يتخللهـا‬                        ‫بخاطرهـم‪ ،‬كمـا يمكنهـم مشـاركتها علـى وسـائل‬
                                                                       ‫التواصـل الاجتماعـي مـع الآخريـن‪ ،‬وتمكـن الأفـ ارد‬
  ‫عـدد الوفيـات والإصابـات علـى مـدار السـاعة‪.‬‬                         ‫مـن الوصـول إلـى المزيـد مـن الأخبـار أكثـر مـن ذي‬
‫وهكـذا تعمـل صحافـة المواطـن علـى إرضـاء‬
‫احتياجـات المسـتهلكين وقـت الأزمـات ووقـت‬                                                 ‫قبـل‪ ،‬وبمعـدل أسـرع بكثيـر‪.‬‬

                                    ‫ا لا نفرا ج ـة ‪.‬‬                   ‫كمـا تسـمح أي ًضـا للنـاس العادييـن بالتعبيـر عـن‬
‫وبهـذا لابـد مـن إعـادة النظـر بخصـوص الترفيـه‬                         ‫آ ارئهـم‪ ،‬ويصـل هـذا الـ أري إلـى ملاييـن الأشـخاص‬
‫والتسـلية ‪ -‬القدرة على خدمة نشـاط ترفيهي لقضاء‬                         ‫فـي جميـع أنحـاء العالـم‪ ،‬حيـث إن حريـة التعبيـر‬
‫الوقـت وتجنـب الملـل ‪ -‬حيـث لا تـ ازل صالحـة‬                           ‫باتـت ضروريـة للمجتمـع المدنـي الديمق ارطـي الحـر‪.‬‬
‫ومهمـة عنـد د ارسـة إشـباع احتياجـات المواطـن مـن‬
                                                                       ‫وبهـذا تلعـب صحافـة المواطـن دوًار مه ًّمـا‬
                   ‫خـال صحافـة المواطـن‪((1(.‬‬                           ‫فـي تحقيـق التغييـر الاجتماعـي وتعزيـز العدالـة‬
                                                                       ‫والمسـاواة الاجتماعية‪ ،‬عن طريق نشـر المعلومات‬
‫وفـي الختـام‪ ..‬لا جـدال بـأن صحافـة المواطـن‬                           ‫والأخبـار التـي تسـاعد علـى توعيـة الجمهـور‬
                                                                       ‫وتحفيـزه علـى المشـاركة فـي العمـل الاجتماعـي‬
‫تحمـل فـي طياتهـا كثيـًار مـن المخـاوف فضـا عـن‬
‫الكثيـر مـن الآمـال ‪ ،‬ومـع ذلـك فقـد أضحـى لهـا‬                                              ‫والسياسـي بـدون تمييـز‪.‬‬

‫المزيـد مـن الأدوار الاجتماعيـة التـي لا بـد أن‬                                                        ‫‪ -1‬الترفيه‪:‬‬

‫تؤخـذ فـي الاعتبـار‪ ،‬والتـي قـد تلعـب دوًار مه ًّمـا فـي‬
‫تحسـين جـودة الحيـاة فـي المجتمعـات المعاصـرة‪.‬‬

‫‪(11) - Lin, J. (2014). The effects of gratifications on intention‬‬      ‫قـد يتبـادر إلـى الذهـن أن الترفيـه لا يعـد دو ار‬
‫‪to read citizen journalism news: The mediating effect of‬‬               ‫اجتماعيـا‪ ،‬بـل هـو وقـت للاسـترخاء والهـروب مـن‬
‫‏‪attitude. Computers in Human Behavior, 36, p 129-137.‬‬                 ‫ضغوط ومسئوليات الواقع المعاش‪ ،‬إلا أن صحافة‬
                                                                       ‫المواطن فندت تلك الفكرة‪ ،‬وأكدت أن الدور الترفيهي‬
                                                                       ‫الـذي قامـت بـه ‪ -‬خـال الأزمـة الحاليـة (جائحـة‬
                                                                       ‫كورونـا) خـال فتـرة الحجـر الصحـي للمواطنيـن فـي‬

                                                                   ‫‪69‬‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74