Page 66 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 66

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                 ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫	• التغييـر التنظيمـي داخـل وسـائل الإعـام‬                 ‫حيـث تنشـأ التناقضـات مـن التصريحـات والأفعـال‬
                            ‫الإخباري ـة‪(( (.‬‬               ‫الحكوميـة‪ ،‬فتأخـذ علـى عاتقهـا دور حلقـة الوصـل‬
                                                           ‫بيـن الجمهـور والمسـئولين‪ ،‬وتبـرز علـى السـطح‬
‫فمـن غيـر المتوقـع أن يثبـت هـذا النمـوذج فعاليتـه‬         ‫القضايـا المحليـة التـي تئـن منهـا شـ ارئح المجتمـع‪،‬‬
‫بـدون جمهـور نشـط وواع وحاضـر بالفعـل خـال‬                 ‫علـى سـبيل المثـال لا الحصـر أزمـة الطاقـة أو أزمـة‬
‫الفعاليـات المختلفـة‪ ،‬الذيـن يقومـون بـدور عيـون‬           ‫الغذاء أو تلوث الهواء أو تلوث المياه أو تلوث مياه‬
‫وآذان المجتمـع‪ ،‬ثـم يعملـون علـى تجسـير العلاقـات‬          ‫الشـرب‪ ،‬ظروف الطرق والبطالة والتضخم‪ .‬بما في‬
‫بيـن ذويهـم وبيـن صنـاع القـ ارر‪ ،‬وهـذه هـي الطريقـة‬       ‫ذلـك قضايـا اجتماعيـة أخـرى مثـارة منهـا‪ :‬الطـاق‪،‬‬
‫التـي يريـدون بهـا تحسـين جـودة الحيـاة والنهـوض‬           ‫الانحـال الأخلاقـي‪ ،‬العنـف الأسـري‪ ،‬التطـرف‪،‬‬
                                                           ‫إدمـان المخـد ارت‪ ،‬الفسـاد‪ ،‬الفقـر‪ ،‬التطـرف‪ ...‬إلـخ‪.‬‬
                      ‫بالمجتمـع وفقـا لمنظورهـم‪.‬‬

                   ‫‪ -1‬النقد الاجتماعي‪:‬‬

‫وبالنظـر إلـى المواطنيـن الصحفييـن علـى أنهـم‬              ‫وتنطلـق صحافـة المواطـن مـن ثقافـة مجتمعيـة‬
‫نبـض الشـارع‪ ،‬فـا يقتصـر دور منصـات صحافـة‬                 ‫داعمـة‪ ،‬فـا يمكـن أن ينتشـر هـذا النمـط دون اقتنـاع‬
‫المواطـن علـى تقديـم المعلومـات وإيصـال الجمهـور‬           ‫شـعبي بجـدواه‪ ،‬لذلـك اعتمدتـه عـدة مـن وسـائل‬
‫بصنـاع القـ ارر فحسـب‪ ،‬بـل إنهـا أي ًضـا تشـكك‬             ‫الإعـام لقيمتـه التـي تت ازيـد يومـا بعـد يـوم بـل‬
‫وتكشـف بشـكل نقـدي الممارسـات علـى أرض‬
‫الواقـع‪ ،‬وبذلـك تجعـل الإجـ ارءات الحكوميـة أكثـر‬                       ‫وأفـردت لـه أبوابـا وأعـدادا خاصـة‪.‬‬

                       ‫شـفافية للجمهـور العـام‪.‬‬            ‫حيـث سـعت بعـض المؤسسـات إلـى إدمـاج جهـود‬
                                                           ‫المواطنيـن مـن خـال صحافـة المواطنيـن مـن‬
‫حيـث أظهـرت صحافـة المواطـن صـورة “المواطـن‬                ‫أخبـار وصـور فوتوغ ارفيـة وصـور تليفزيونيـة فـي‬
‫الرقابـي»‪ ،‬كأشـخاص لديهـم الفرصـة ليصبحـوا‬                 ‫مجمـل الخدمـة الإعلاميـة التـي تقدمهـا المؤسسـات‪،‬‬
‫مبدعيـن وناقديـن نشـطين يجمعـون المعلومـات‬                 ‫وهـذه محاولـة مـن هـذه المؤسسـات للاسـتفادة مـن‬
‫ويعملـون علـى تقييمهـا وطـرح النقـد إن لـزم لإحـداث‬        ‫واقـع إعـام قائـم‪ ،‬وخدمـة إخباريـة متاحـة‪ ،‬وهـذا‬
‫التغييـر وتحقيـق المواطنـة‪ ،‬وبإمـكان صحافـة‬                ‫مـا يعطـي إد اركا وشـرعية لمثـل هـذه الجهـود التـي‬
‫المواطـن أن تلعـب دوًار مه ًّمـا فـي تعزيـز الشـفافية‬      ‫يقـوم بهـا مواطنـون عاديـون فـي خدمـة الشـأن العـام؛‬
‫والمسـاءلة فـي المجتمعـات‪ ،‬عـن طريـق نشـر‬                  ‫ممـا يفـرز مزيـدا مـن الديناميكيـة فـي العلاقـة بيـن‬
‫المعلومـات والبيانـات المتعلقـة بـأداء المسـئولين‬
                                                                                     ‫الإعـام والجمهـور‪(((.‬‬
   ‫والجهـات الحكوميـة والشـركات والمنظمـات‪.‬‬
                                                           ‫ويمكـن تحديـد أربعـة شـروط لصلاحيـة صحافـة‬
‫والنقـد الاجتماعـي هـو فـي حـد ذاتـه ظاهـرة‬                              ‫المواطـن فـي المجتمـع المعاصـر‪:‬‬
‫صحيـة للغايـة‪ ،‬إذ تعكـس وعـي المواطـن وإد اركـه‬
‫للوقائـع مـن حولـه‪ ،‬والنظـام الديمق ارطـي الصحـي‬                       ‫	•التكنولوجيا المتقدمة (الرقمية)‪.‬‬
‫الـذي يعيـش تحـت سـمائه‪ .‬إن المجتمـع المدنـي‬
‫المطلـع والناقـد هـو شـرط أساسـي للحكـم الرشـيد‪،‬‬                                   ‫	• الجمهور النشط‪.‬‬

‫‪(5)- Watson, H. (2011). “ Preconditions for Citizen‬‬            ‫	•الخب ارت المعاشة في الفضاء السايبري‪.‬‬
‫‪Journalism: A Sociological Assessment”, Sociological‬‬
‫‪Research Online 16 (3), P 6.‬‬                               ‫(((‪ -‬مصطفـي محمـد موسـى‪ ،‬الم ارقبـة الإلكترونيـة عبـر‬
                                                           ‫شـبكة الإنترنـت مصـر‪ ،‬دار الكتـب والوثائـق القوميـة‬

                                                                                              ‫‪2003‬م‪ ،‬ص‪.32‬‬

                                                       ‫‪66‬‬
   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71