Page 64 - مجلة التنوير العدد الخامس
P. 64

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                  ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫الدور الاجتماعي لصحافة المواطن‬
           ‫د‪ .‬رنا عزت أبو النجا‬
             ‫مدرس علم الاجتماع‬

‫كلية الد ارسات الإنسانية بالدقهلية – جامعة الأزهر‬

‫ودائمـا مـا ُيشـار إليهـا بالبنـان عنـد الاسترسـال‬          ‫أصبحـت صحافـة المواطـن جـزًءا لا يتجـ أز مـن‬
‫فـي عـرض قضيـة أو تسـليط الأضـواء علـى حـدث‬                 ‫ثقافة المجتمع المعاصر‪ ،‬لا سيما مع ت ازيد شعبيتها‬
‫جلـل؛ ممـا جعلهـا تقـوم بـأداء أدوار اجتماعيـة‬              ‫يومـا بعـد يـوم؛ ويرجـع ذلـك لتغلغلهـا داخـل الحيـاة‬
‫حيويـة بصـورة مباشـرة وغيـر مباشـرة ومـن هـذه‬               ‫الاجتماعيـة فـي كافـة المجـالات؛ حيـث لعبـت دورهـا‬
                                                            ‫بقـوة فعالـة لبنـاء مجتمعـات مفتوحـة وديمق ارطيـة‪،‬‬
                                 ‫الأدوار نـورد‪:‬‬             ‫وأصبحـت بـارزة خاصـة فـي أعقـاب أحـداث كارثيـة‬
                                                            ‫أو حتـى مجـرد الأحـداث اليوميـة التـي يشـهدها‬
                                   ‫التثقيف‪:‬‬
                                                                                                 ‫المجتم ـع‪.‬‬
‫مـع التدفـق المعلوماتـي علـى شـبكة الإنترنـت‬
‫أصبـح هنـاك سـيل لإنتـاج المعلومـات فـي كافـة‬               ‫ويشـير المصطلـح «صحافـة المواطـن» إلـى‬
‫مجالات الحياة البشـرية‪ ،‬حيث أصبحت المعلومات‬                 ‫مشـاركة الجمهـور فـي جمـع وإنتـاج وتوزيـع الأخبـار‬
‫سـلعة وصناعـة خلفـت و ارءهـا مـا يعـرف بسـوق‬                ‫مـن الواقـع إلـى شـبكة الإنترنـت ‪“Citizen-‬‬
‫المعلومـات الكونيـة‪ ،‬والتـي يتـم فيهـا تبـادل الخدمـات‬      ‫”)‪ Generated Contents (CGCs‬أي‬
                                                            ‫المحتويـات التـي ينتجهـا المواطنـون‪ ،‬فقـد أصبـح‬
    ‫والسـلع مـع الأفـكار الإنسـانية فـي آ ٍن واحـد‪.‬‬         ‫الأمـر اعتياديـا عنـد وقـوع مناسـبة أو حـدث أن‬
                                                            ‫تجـد فلاشـات التصويـر محاطـة بهـا‪ ،‬ورفعهـا علـى‬
‫اسـتغل المواطـن هـذه الإمكانيـات وأصبـح بإمـكان‬
‫الأفـ ارد الاجتماعييـن تحميـل تفاعلاتهـم وإنتاجهـم‬                                ‫الإنترنـت بضغطـة زر‪.‬‬
‫الفكـري‪ ،‬وإبداعهـم وخب ارتهـم‪ ،‬وأصبحـت صحافـة‬
‫المواطن‪ ‬اليـوم ملزمـة بالعمـل مـن أجـل جمـع ونقـل‬           ‫وقـد ارفـق تطـور شـبكة الإنترنـت – بأجيالهـا ‪-‬‬
                                                            ‫حـدوث نقلـة نوعيـه هائلـة فـي تقنيـات تكنولوجيـا‬
         ‫وتحليـل ونشـر الحقائـق عبـر منصاتهـا‪.‬‬              ‫الاتصـال‪ ،‬ذلـك التطـور الـذي أدى إلـى ظهـور‬
                                                            ‫العديد من الابتكا ارت المستحدثة من نظم الاتصال‬
‫كمـا تعمـل صحافـة المواطـن علـى تقديـم تقييـم‬               ‫الإلكترونـي كالهاتـف الذكـي وتطبيقاتـه‪ ،‬والكاميـ ارت‬
‫أكثـر تفصيـا للشـئون الجاريـة وتبـادل المعلومـات‬
‫المتواليـة إلـى المناطـق النائيـة مـن العالـم التـي لا‬                                            ‫الرقمي ـة‪.‬‬
‫يتـم تغطيتهـا بشـكل كا ٍف مـن قبـل وسـائل الإعـام‬
‫التقليديـة‪ ،‬وبالتالـي تسـاعد علـى توفيـر مصـادر‬             ‫وُيطلـق علـى المواطـن عنـد نقلـه للأحـداث مـن‬
                                                            ‫مصـادره الخاصـة ونشـرها عبـر المدونـات والشـبكات‬
          ‫معلومـات متنوعـة وموثوقـة للجمهـور‪.‬‬               ‫الاجتماعيـة ومواقـع الفيديـو ‪ -‬كأحـد روافـد صحافـة‬
                                                            ‫المواطـن ‪ -‬لقـب «المواطـن الصحفـي»‪ ،‬فالمواطـن‬
‫وأصبـح الجميـع اليـوم يطالـع ويشـاهد ويتناقـش‬               ‫يقـع بيـن دفتيهـا إن لـم يكـن منتجـا لمحتـوى صحافـة‬
‫ويحلـل بـل ويبـدي أريـا مكونـا أرس مـال ثقافيـا‪ ،‬ومـن‬       ‫المواطـن‪ ،‬فهـو بـا أدنـى شـك مسـتهلكا لهـا‪ ،‬ويتـم‬
‫خـال توسـيع التغطيـة الصحفيـة الجاريـة للقضايـا‬
‫بمـرور الوقـت فإنهـا تعمـل علـى تحفيـز التصـو ارت‬              ‫تبـادل الأدوار بيـن المرسـل والمتلقـي باسـتم ارر‪.‬‬

                                                        ‫‪64‬‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69