Page 62 - مجلة التنوير العدد الخامس

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬ ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫مـا الحـل؟؟ كيـف السـبيل إلـى الخـروج مـن‬ ‫ذكيـة‪ ،‬وخاضعـة للرجـل‪ .‬هـذه الصـورة النمطيـة‬
‫ا لأ زم ـة ؟ ؟‬ ‫لهـا أثـر سـلبي علـى الصحـة النفسـية للكثيـر مـن‬

‫الحـل هنـا ليـس فرديـا بـل لابـد أن تتضافـر كل‬ ‫المش ـاهدات‪.‬‬
‫الجهـود مـن أجـل تخفيـف هـذا التمييـز ومعالجـة‬
‫هـذه القضيـة‪ .‬للمـ أرة دور بـارز ومهـم ثـم يأتـي‬ ‫‪ -‬لا تـ ازل القوانيـن المنظمـة للـزواج والطـاق‬
‫الـدور المجتمعـي وواجـب الدولـة ‪ ...‬وأخيـًار دور‬ ‫تنطـوي علـى تمييـز ضـد المـ أرة فـي كثيـر مـن‬
‫البلـدان‪ ...‬وإن كانـت هـذه الصـورة بـدأت تتغيـر‬
‫الفلسـفة والديـن‪.‬‬
‫بفعـل القوانيـن المنصفـة للمـ أرة‪.‬‬
‫‪ – 1‬دور المـ أرة‪ :‬يأتـي دور المـ أرة فـي المقدمـة ‪..‬‬
‫انطلاقـا مـن وعيهـا بذاتهـا ‪ ..‬وقـوة إ اردتهـا ‪..‬وتغييـر‬ ‫‪-‬الـ أري العـام ومـا يفرضـه علـى المـ أرة‪ ...‬ومـا‬
‫نظرتها عن نفسها ‪ ..‬تتخلص من الخوف والنظرة‬ ‫تفرضـه هـي علـى نفسـها مـن قيـود ‪..‬‬
‫السـائدة أنهـا مخلـوق هامشـي ‪ ..‬إيمانهـا بقدرتهـا‬
‫مـن مظاهـر عـدم المسـاواة أيضـا ‪ ..‬حصـول‬
‫عـل ىتحقيـق النجـاح والإنجـاز‪.‬‬ ‫المـ أرة علـى حـق أقـل فـي فـرص التعليـم والعمـل‬
‫ووظائـف أقـل لإنهـا مخلـوق ض عيـف‪ ...‬إضافـة‬
‫‪ -‬تبـدأ التربيـة منـذ البدايـة علـى مبـدأ المسـاواة بيـن‬ ‫إلـى تحملهـا مشـاكل الـزواج المبكـر والإنجـاب‬
‫الذكـر والأنثى ‪..‬‬ ‫الإجبـاري‪ ...‬والتحيـز الجنسـي فـي المنـزل والمدرسـة‬
‫‪ ..‬مـا ازلـت المـ أرة مهمشـة إلـى حـد كبيـر ‪ ...‬وذلـك‬
‫‪ – 2‬المجتمع أيضا له دور مهم في التأكيد على‬ ‫بسـبب النظـرة الدونيـة للمـ أرة والتـي هـي ميـ ارث مـن‬
‫زيادة الوعي المجتمعي بأهمية هذه القضية‪..‬‬ ‫الماضـي فـي المجتمـع الغربـي والعربـي علـى حـد‬

‫ •سـن القوانيـن والتشـريعات التـي تحـد مـن‬ ‫سـواء ‪..‬‬
‫العنـف والتمييـز ضـد المـ أرة‪ ،‬والقوانيـن التـي‬
‫تمكنهـا اقتصاديـا واجتماعيـا‪ ،‬وإعطاؤهـا حقهـا‬ ‫الوضع الاجتماعي للم أرة قدي ًما وحديًثا‪:‬‬
‫فـي التعليـم والعمـل والوظائـف أسـوة بالرجـل‬ ‫فـي هـذا النطـاق تطالعنـا نظـرة المجتمـع القديـم‬
‫‪ ...‬وغيـر هـذا كثيـر ممـا يحتـاج إلـى قيـادات‬ ‫(أفلاطـون وأرسـطو) ‪ ،‬فـي العصـور الوسـطى ‪...‬‬
‫واعيـة تسـاعد علـى الوصـول إلـى ذلـك‬ ‫اليهوديـة والمسـيحية ‪ ...‬المـ أرة خلقـت فقـط لمـاذ‬
‫الرجـل‪ :‬المـ أرة مخلوقـة هامشـية مـن ضلـع آدم‪.‬‬
‫اله ـدف‪.‬‬ ‫المـ أرة – فيمـا يـرى أرسـطو – مخلـوق أضعـف فـي‬
‫ •أمثلـة‪ .. 2016 ..‬منظمـة الشـرق الأوسـط‬ ‫جميـع القـد ارت مـن الرجـل‪ ،‬فهـي ذكـر مشـوه‪ .‬هـي‬
‫وشـمال إفريقيـا‪ ...‬نجحـت فـي تقليـص الفجـوة‬ ‫مخلـوق نجـس ملعـون ‪..‬حيـة أو شـيطان ‪ ..‬هـي‬
‫بين الرجال والنساء إلى أكثر من ‪ 60‬في المئة‬ ‫مـن أخرجـت آدم مـن الجنـة ‪ ..‬الخطيئـة فـي الفكـر‬
‫‪ ..‬ومشـاركة الم أرة في الفرص الاقتصادية‪...‬‬ ‫المسـيحي سـببها امـ أرة ومنهـا دخـل الشـر إلـى العالـم‬
‫‪ ..‬تفضيـل الابـن الذكـر عـن الأنثـى فـي التربيـة ‪...‬‬
‫والتحصيـل العلمـي‪ ...‬والصحـة وغيرهـا ‪.‬‬ ‫وأد البنـات ‪ ...‬إلـى آخـر هـذه الثقافـة الجائـرة التـي‬
‫ •فـي ‪ 2017‬تعتبـر المسـاواة بيـن الجنسـين‬ ‫أدت إلـى هـذه النظـرة الدونيـة للمـ أرة‪ ،‬والتمييـز والـا‬
‫هـي الهـدف رقـم‪ 5‬مـن بيـن ‪ 17‬هدفـا تنمويـا‬
‫خـاص بالأمـم المتحـدة ‪ ...‬تفعيـل القوانيـن‬ ‫مسـاواة بينهـا وبيـن الرجـل‪.‬‬
‫الخاصـة بأمـور الـزواج والطـاق والملكيـة مـن‬
‫جانـب الدولـة ‪ ...‬وتتوالـى القوانيـن التـي فـي‬

‫صالـح المـ أرة فـي هـذا المجـال ‪...‬‬

‫‪62‬‬