Page 53 - مجلة مؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي - العدد السابع
P. 53
يطرح التساؤل حول العلاقة بين القانون والذكاء الاصطناعي ،وما إذا كانت هناك قواعد أخلاقية وقانونية تحكم الذكاء
الاصطناعي ،إضافة إلى التحديات المرتبطة بالمسؤولية القانونية المدنية والجنائية.
أدى الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي ) (AIوالتقنيات المرتبطة به إلى تصاعد الجدل حول إسناد المسؤولية
المدنية والجنائية إلى الأنظمة غير البشرية .وفي الوقت نفسه ،تثير المخاطر المتزايدة المرتبطة باستخدام أنظمة الذكاء
الاصطناعي بما في ذلك انتهاكات جسيمة للمصالح القانونية مثل الحياة ،والسلامة الجسدية ،والخصوصية تساؤلات حول
مدى كفاية القانون الجنائي التقليدي في التعامل مع الجرائم التي قد تنجم عن هذه الأنظمة.
كان الباحث ) (Perri 6من أوائل من تناولوا صعوبة إسناد المسئولية ،حيث توقع في عام 2001أنه بمجرد أن
تصل الآلة إلى مستوى معين من الاستقلالية ،ستنشأ صعوبات في إسناد وتحديد المسؤولية القانونية .بعد ذلك ،صا
الباحث ) (Matthiasمصطلح "فجوة المسؤولية" ،وهو تعبير أصبح شائعاً في المناقشات الحديثة حول الذكاء
الاصطناعي .ويرى “ماتياس” أن نقص القدرة على التنبؤ والسيطرة في الذكاء الاصطناعي الحديث يمثل العائق الرئيسي
في تحديد الجهة المسؤولة .فكلما زادت قدرة الذكاء الاصطناعي على التعلم واتخاذ القرارات بنا ًء على بيئته المحيطة ،
زادت صعوبة إسناد المسؤولية القانونية.
مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات عالية الخطورة ،مثل القطاع الطبي والمركبات ذاتية القيادة،
تبرز تساؤلات حول المسؤولية القانونية في حال حدوث أضرار .يتمثل التحدي الرئيسي في إسناد المسؤولية عند وقوع
أخطاء ناتجة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي ،خاصة مع صعوبة التنبؤ بسلوك هذه الأنظمة.
وتظهر تحديات إسناد المسؤولية في فجوة المسؤولية وهي صعوبة تحديد الجهة المسؤولة عند وقوع أضرار
ناتجة عن أنظمة الذكاء الاصطناعي ،والقصد الجنائي (Mens Rea):صعوبة إثبات النية الإجرامية في أنظمة الذكاء
الاصطناعي ،الفعل الجرمي (Actus Reus):صعوبة إثبات الفعل الجرمي في حالات الأتمتة الكاملة.
العقود الذكية والذكاء الاصطناعي:
نحو تحول رقمي في بيئة التعاقد
ـــــــــــــــــ
حسام عبد المعطي
يشهد العالم تحو ًلا رقم ًيا متسار ًعا ،وتبرز العقود الذكية والذكاء الاصطناعي كأدوات ثورية تُعيد تشكيل بيئة
التعاقد التقليدية .يتناول البحث في قسمه الأول مفهوم العقود الذكية والذكاء الاصطناعي ،مبر ًزا خصائص كل منهما،
وموض ًحا التفاعل بين تقنية البلوك تشين والخوارزميات الذكية في خلق بيئة تعاقدية مستقلة عن الوسيط البشري .ثم
الانتقال إلى تحليل الإشكاليات القانونية التي تطرحها هذه العقود ،لا سيما فيما يتعلق بالرضا ،المسؤولية ،الإثبات،
والاختصاص القضائي ،إضافة إلى التساؤل عن إمكانية اعتبار الذكاء الاصطناعي طر ًفا في العلاقة التعاقدية.
كما يستعرض البحث تجارب بعض الدول والأنظمة القانونية التي بدأت فعل ًيا في تقنين استخدام العقود الذكية،
مع بيان أوجه القصور التشريعي في بعض الدول العربية التي لا تزال تفتقر إلى الإطار القانوني المناسب لهذا النوع من
التعاقدات.
ويخلص البحث إلى أن العقود الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تمثل نقلة نوعية في أساليب إبرام العقود
وتنفيذها ،غير أنها تستوجب تطوير التشريعات ،وتعزيز الوعي القانوني لدى الممارسين ،ووضع ضمانات تقنية وقانونية
لحماية أطراف العلاقة التعاقدية
الكلمات المفتاحية :العقود الذكية ،الذكاء الاصطناعي ،البلوك تشين ،التحول الرقمي ،العقود الإلكترونية.
مجلة ثقافة قانونية -عدد خاص بمؤتمر القانون والذكاء الاصطناعي | 53Page