Page 13 - merit 53
P. 13

‫افتتاحية ‪1 1‬‬

‫جورج لومتر‬    ‫إدوين هابل‬                      ‫تعتمد فكرة نظرية «الانفجار العظيم”(‪ )3‬على‬
                                                  ‫أن الكون كان كتلة واحدة في حالة حارة‬
 ‫المسرعات لم تتمكن حتى الآن إلا البحث في‬          ‫شديدة الكثافة‪ ،‬فتمدد‪ ،‬بعض التقديرات‬
    ‫الأنظمة عالية الطاقة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن حالة‬         ‫الحديثة تقدر حدوث تلك اللحظة قبل‬
  ‫الكون في اللحظات الأولى للانفجار العظيم‬        ‫‪ 13.8‬مليار سنة‪ ،‬والذي يعد عمر الكون‪.‬‬
                                                  ‫وبعد التمدد الأول‪ ،‬برد الكون بما يكفي‬
‫مبهمة وغير مفهومة‪ ،‬ولا تزال مجا ًل للبحث‪.‬‬       ‫لتكوين جسيمات دون ذرية كالبروتونات‬
‫كما لا تقدم نظرية الانفجار العظيم أي شرح‬          ‫والنيترونات والإلكترونات‪ .‬ورغم تكون‬
                                                  ‫ُن ِو َّيات ذرية بسيطة خلال الثلاث دقائق‬
     ‫للحالة الأولية قبل الانفجار العظيم‪ ،‬بل‬
 ‫تحاول تفسير نشأة وتطور الكون منذ تلك‬          ‫التالية إلا أن الأمر احتاج آلاف السنين قبل‬
                                               ‫تكون ذرات متعادلة كهربيًّا‪ .‬معظمها كانت‬
               ‫اللحظة الأولى بعد الانفجار‪.‬‬
    ‫قدم الكاهن الكاثوليكي والعالم البلجيكي‬       ‫من الهيدروجين والهيليوم مع القليل من‬
                                                ‫الليثيوم‪ .‬ثم التأمت سحب عملاقة من تلك‬
      ‫جورج لومتر الفرضية التي أصبحت‬              ‫العناصر الأولية بالجاذبية لتكون النجوم‬
   ‫لاح ًقا نظرية الانفجار العظيم عام ‪.1927‬‬     ‫والمجرات‪ ،‬وتشكلت عناصر أثقل من خلال‬
 ‫ومع مرور الوقت‪ ،‬انطلق العلماء من فكرته‬         ‫تفاعلات الانصهار النجمي أو أثناء تخليق‬
 ‫الأولى حول تمدد الكون لتتبع ما الذي أدى‬
  ‫إلى تكون الكون الحالي‪ .‬اعتمد الإطار العام‬              ‫العناصر في المستعرات العظمى‪.‬‬
 ‫لنموذج الانفجار العظيم على نظرية النسبية‬       ‫أي أن خلق الكون حسب النظريات العلمية‬
   ‫العامة لأينشتاين‪ ،‬وعلى تبسيط فرضيات‬           ‫استمر مليارات السنوات وليس ستة أيام‬
‫كتجانس النظام وتوحد خواص الفضاء‪ .‬وقد‬
‫صاغ ألكسندر فريدمان المعادلات الرئيسية‬            ‫فقط كما في السرديات الدينية‪ ،‬تك َّون من‬
   ‫للنظرية‪ ،‬وأضاف فيليم دي سيتر صي ًغا‬        ‫اندماج غبار وصخور ودرجات حرارة هائلة‬
   ‫بديلة لها‪ .‬وفي عام ‪ ،1929‬اكتشف إدوين‬
                                                 ‫نتج عنها براكين‪ ،‬وأعاصير واصطدامات‬
                                               ‫هائلة بين الأجرام‪ ،‬ثم عصر جليدي وإنتاج‬
                                                ‫للماء والأوكسجين‪ ،‬حتى أصبحت الأرض‬

                                                                        ‫صالحة للحياة‪.‬‬
                                                 ‫تقدم نظرية الانفجار العظيم شر ًحا وافيًا‬
                                                 ‫لمجموعة واسعة من الظواهر المرئية التي‬
                                               ‫تشاهد وترصد بتلسكوبات ضخمة‪ ،‬بما في‬
                                                 ‫ذلك وفرة من أرصاد الإشعاعات الكونية‬
                                               ‫والخلفية الإشعاعية للكون والبنية الضخمة‬
                                               ‫للكون وقانون هابل(‪ .)4‬ونظ ًرا لكون المسافة‬
                                                  ‫بين المجرات تزداد يوميًّا‪ ،‬فبالتالي كانت‬
                                              ‫المجرات في الماضي أقرب إلى بعضها البعض‪.‬‬
                                                  ‫ومن الممكن استخدام القوانين الفيزيائية‬
                                                ‫لحساب خصائص الكون كالكثافة ودرجة‬
                                               ‫الحرارة في الماضي بالتفصيل‪ .‬وبالرغم من‬
                                                  ‫أنه يمكن للمسرعات الكبيرة للجسيمات‬

                                                   ‫استنساخ تلك الظروف‪ ،‬لتأكيد وصقل‬
                                               ‫تفاصيل نموذج الانفجار العظيم‪ ،‬إلا أن تلك‬
   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18