Page 16 - merit 53
P. 16
العـدد 53 14
مايو ٢٠٢3
المطك ميلود
(المغرب)
المصطلح النقدي
ومشكلة الترجمة
لا بد من التأكيد أن ضبط المصطلح النقدي يجعله يتمتع بدور حاسم
وشخصية معرفية متميزة في توضيح الدلالات والرؤى ،فدقة المفهوم
ووضوحه ووحدته هي من أبرز سمات المصطلح النقدي الذي يشترط في
تحققه الاتفاق والمناسبة ،أي اتفاق الطرفين اللذين يستخدمان المصطلح
على دلالته ،أما المناسبة فتعني دقة الدلالة ،فإذا كان المصطلح النقدي
الحداثي وما بعد الحداثي يعاني من أزمة في الدلالة فذلك لأنه بالقطع
يفتقر إلى الاتفاق والمناسبة ،ومن ثم يفقد القدرة على الدلالة المحددة
والدقيقة ،وافتقار المصطلح القدرة على الدلالة المحددة يتنافى مع روح
العلمية.
وراء الترجمة(.)1 الترجمة وسيلة من أهم وسائل الحوار تُ عَ دُّ
فالترجمة في المعاني اللغوية يراد بها معان كثيرة الثقافي ،فهي نشاط إنساني كوني،
منها ،التفسير والنقل والإيضاح .يقول ابن منظور في
اللسان :الترجمان ،المفسر وقد ترجمه وترجم عنه.. أصبح ضرور ًّيا للتواصل بين مختلف
ويقال قد ترجم كلامه إذا فسره بلسان آخر( )2وجاء الثقافات الإنسانية ،نظ ًرا لاختلاف اللغات
في المعجم الوسيط :ترجم الكلام بينه ووضحه وعنه، وتنوعها بين الأفراد والجماعات ،غايتها
نقله من لغة إلى أخرى ،ولفلان ،ذكر ترجمته( )3في
حين يقصد بالترجمة في اصطلاح النقاد ،نقل رسالة تحقيق التقارب الفكري المنشود بين مختلف الأمم
والشعوب بعي ًدا عن الفوارق العرقية والدينية
من لغة (لغة المصدر )langue sourceإلى لغة
أخرى (اللغة الهدف .)4()langue cible واللغوية .والترجمة قد تكون حرفية أي :ترجمة
لفظة مقابل لفظة أو ترجمة المعنى أو الجمع بينهما،
جذور الترجمة في الثقافة العربية
لذلك يواجه المترجم صعوبة في ترجمة المصطلح
إذا كانت الترجمة عل ًما له قواعد ونظريات لم تنشط إن على مستوى الاشتقاق اللغوي أو على مستوى
إلا مع بزوغ فجر القرن العشرين ،فإن هذا النشاط الضبط الدلالي ،ويتطلب منه ذلك بذل جهود مضنية
في حد ذاته كان موجو ًدا منذ الأزل ،إذ مارسه البشر لإيجاد المقابل المناسب للمصطلح الغربي مع مراعاته
طبيعة النصوص ونوع الترجمة ،مع الأخذ بعين
سواء عن طريق الإيماء أو الإشارة أو الكلام أو الاعتبار الاختلاف الثقافي والاجتماعي والاقتصادي
للشعوب بعي ًدا عن أي لبس أو اضطراب من شأنهما
الحيلولة دون تحقيق الأهداف العلمية الموجودة من