Page 123 - المسرح الشعري
P. 123
كان شوقى ماي ازل حيا عندما أتفق النقاد في أمر شعرة وأختلفوا ،لكنة
بعد وفاته صار نتاجه الأدبى ملكاً للتاريخ ،فتوارت دوافع المعاصرة
بوجهيها الإيجابي والسلبي ،وبقى نتاجه الأدبي حياً في ضمائر الأجيال ،
مؤكداً أنه كان بحق شاعر أمته.
فقد دافع عن رموز الدولة المصرية التي لوثتها الحضارة الغربية فنظر
أحمد شوقي إلى كليوبات ار بإعتبارها ملكة مصرية عظيمة ،وأنها سيده
ارئعة طموحة ،فهي ليست جميلة كما صورها الغرب وليست خائنة ،
ولكنها سياسيا إستخدمت عقلها وذكائها لكي تحافظ على ُملكها وعلى
بلدها فأ اردت أن تحطم كل من أنطونيوس وإكتافيوس لكي لا ينتصر
أحدهما وٌتضعف من قواتهم لأن كلاً منهما خط ارً على مصر ،فكلاهما
روماني من أعداء مصر ،ولذلك أ اردت أن يتقاتلا وينهزما ولا يبقي في
الساحة غيرها وغير ُملكها وبلدها مصر .
وُتعتبر شخصية كليوبات ار في حد ذاتها رم اًز إلى فترة تاريخية مصرية
عظيمة لا ت ازل مصدر إلهام روحي للكثير من الأدباء والشع ارء والروائيين
وال ُكتاب والمددؤرخين وغيرهم .
لقد أستحوذ تأثير هذه الشخصية التاريخية على خيال الكثير من
الشع ارء وعلى أرسهم أمير الشع ارء أحمد شوقي ،فأقتنعوا بأروع قصص
107