Page 22 - المسرح الشعري
P. 22
وربما كان دليًلا علي فهم الأقدمين لطبيعة المسرح الشعرية
أنهم لم يقصروا الشعر علي الت ارجيديا كأسلوب موائم للغة البطل النبيل
في آثينا ،بل إنهم كتبوا الملهاة بوزن من أو ازن الشعر كذلك لبطل من
عامة الشعب.
فالفعل ليس جليًلا من جنس أفعال المآسي ،بل إنه ليس مؤهًلا حقيقة
للتسامي كي يوظف له الشعر ،بقدر ما هو موجه لتحميل مضامين
السخرية ،والشواهد كثيرة في أعمال أريستوفان الإغريقي وبلوتس
وتيرنس الرومانيين.
ولقد ظل الشعر المسرحي قوًيا ،داًلا على نفسه ،حتى وهو في مكمنه
يعاني انكماشه في أوربا في العصور الوسطي عندما استهجن القسيسون
تمثيل آثاره القديمة؛ لأنها تعبر عن حضارة وثنية مارقة.
فلم نعدم أن نجد ارهبة (تغافل الرقباء) وتستخرج من إحدى الخ ازئن
مخطو ًطا لتيرنس وتقرؤه ،وتخط أناملها بعض صفحات من الحوار
المسرحي -في محاولة لمحاكاته -لم تكن من الأهمية بمكان ،لكنها شارة
على التنبيه لأهميته ودليل على مقدرته على الوجود.
9