Page 24 - المسرح الشعري
P. 24
والمونولوجات الوفيرة المتجهمة والمتجهة إلى أعماق النفس البشرية
المجردة درًسا وتحليًلا.
وكانت الظاهرة الشكسبيرية في إنجلت ار مظهًار قوًيا من مظاهر البعث،
ولقد تقيد شكسبير بقواعد أرسطو وانفك غالًبا عن هذه القواعد ،وأمتلك
الشاعر القدرة علي النفاذ إلى لب الأشياء ،بل إلي النفس البشرية عامة،
فجمع في مسرحه نماذج حية من البشر ساعدت على حياة المسرح
الشعري وخلوده ،لا سيما أن النبلاء والسوقة يتلاقون في هذه النماذج.
وكذلك الأساليب المتعددة لنظام الكلام ،فهناك الشعر المقفى الغنائي
والمرسل المنطلق والنثر ،حسب الموقف ووفق المرتبة .ثم إن المسرح
الشعري بعد ذلك قد وقف ساكًنا إذ وقع في شرك شكسبير ،فأصبح من
الصعب بالنسبة للشع ارء الجدد الإفلات منه ،أو خلق د ارما شعرية بعيدة
عن نفوذه أو عن التأثر به ،ودخل في تحد مع النثر إثر دعوة محاكاة
الحياة التي تستدعي إنطاق الشخصيات كما تتكلم في حياتها اليومية،
والغريب أن ازرعي هذه الدعوي في البدء كانوا هم الرومانسيين الذين
يفهم عنهم أنهم يميلون إلى الخيال والعاطفة الخصبة.
11