Page 29 - المسرح الشعري
P. 29

‫* يعتمد الشعر المسرحي على التصوير غير المحسوس وغير المرئي بشكل‬
                                                          ‫أكبر من النثر‬

                                               ‫دائرة المسرح ودائرة الشعر‬

    ‫إن المسرح الشعري عمل صعب لأنه يتحرك في دائرتين‪ :‬دائرة المسرح‬
        ‫ودائرة الشعر‪ ،‬ولكي تنجح المسرحية الشعرية فلا يكون ذلك مدعاة‬

     ‫لنجاحها‪ ،‬وكذلك العكس صحيح‪ ،‬ومن هنا كانت الصعوبة التي واجهت‬
   ‫كّتاب المسرح الشعري‪ ،‬فهناك كتاب مسرحيون لم يكونوا شع ارء متميزين‬
     ‫سقطت أعمالهم وكان ضعف الشعر سببا لذلك السقوط‪ ،‬كما كان هناك‬
   ‫شع ارء مجيدون سقطت أعمالهم لأنها لم تكن ناجحة فنياً‪ ،‬ومن هنا فإن‬

      ‫حركة المسرح الشعري لم تخرج عن دائرة الحركة الشعرية والمسرحية‬

    ‫لذا إن أ ارد الكاتب المسرحي أن ينجح‪ ،‬فإن عليه أن يكون شاع اًر من‬
  ‫شع ارء جيله وواحداً من المسرحيين‪ ،‬الشعر على المسرح ليس هواية‪ ،‬بل‬

                                ‫قدرة متمكنة تفرض نفسها على الجمهور‪.‬‬

       ‫ويعد ارئد هذه المحاولة ( التوفيق بين المسرح والشعر) علي أحمد‬
    ‫باكثير الحضرمي المتم ّصر‪ ،‬وقد كتب مسرحيتين‪ :‬الأولى هي مسرحية "‬

                                                          ‫‪16‬‬
   24   25   26   27   28   29   30   31   32   33   34