Page 33 - المسرح الشعري
P. 33

‫شوقي إلى فرنسا في بعثة أوفده بها الخديوي لتلقي د ارسة القانون؛ فدخل‬
  ‫المسارح الفرنسية وتعلم الكتابة المسرحية‪ ،‬وكتب عندئذ مسرحية "علي‬
                                          ‫بك الكبير"‪ ،‬وأرسلها للخديوي‬
      ‫وعاد شوقي إلي مصر‪ ،‬حيث ساعدته الظروف علي ابتعاده عن‬
  ‫القصر وانغماسه مع الشعب؛ فبدأ كتابة الشعر المسرحي وأعاد صياغة‬

‫علي بك الكبير‪ ،‬على أن التوقيت الدقيق لميلاد المسرح الشعري في بلادنا‬
     ‫هو نشر شوقي لمسرحية "مصرع كليوبات ار" سنة ‪ 1927‬والتي توالت‬
    ‫بعدها مآسيه الأربع الشعرية‪ ،‬متأثًار فيها خطى شاعري القرن السابع‬
      ‫عشر الفرنسيين "كورني" و " ارسين"‪ ،‬وكذلك مترس ًما آثار شكسبير‬

‫ومتخًذا من الص ارع بين الواجب والحب موضو ًعا؛ على أن شوقي لم يكتب‬
   ‫المأساة فحسب‪ ،‬بل كتب ملهاة جعل بطلتها من أف ارد الشعب مستوحًيا‬
                  ‫الكاتب الكوميدي "موليير"‪ ،‬وهذه الملهاة "الست هدى"‪.‬‬

 ‫غير أن هذا المكتسب الحضاري قد ت ارجع بموت شوقي سنة ‪،1932‬‬
   ‫إلا أن الفيض قد أمسك بأرضه‪ ،‬فتحول عزيز أباظة من شاعر غنائي‬
  ‫تخصص في الرثاء إلي شاعر مسرحي يكتب بأسلوب قريب من أسلوب‬
     ‫شوقي‪ ،‬ويعبر عن نفس الص ارع الدائر في النفس البشرية بين الحب‬
      ‫والواجب‪ ،‬هذا إلى جانب ابتعاد الأمجاد العربية والإسلامية‪ ،‬والمسح‬
                ‫الشامل لأسباب الانكسارة القومية التي ألمت بهذه الأمة‪.‬‬

                                                       ‫‪20‬‬
   28   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38