Page 34 - المسرح الشعري
P. 34
فلقد فاجأ عزيز الجمهور المصري بأول مسرحية شعرية له وهي
"قيس ولبنى" سنة ،1943ثم توالت مسرحياته بعد ذلك على فت ارت من
الزمن.
لقد طرح التطور مسألة الشكل كسؤال ملح يحتاج إلى إجابة انبعاًثا من
أن القالب التقليدي ،الملائم للتطريب لا يصلح لمواقف المسرح المتعددة
والذي أختلفت وظيفته ،وربما كان الشاعر علي أحمد باكثير هو الذي
نهض بالإجابة علي السؤال بصورة جادة حين ترجم "روميو وجولييت" في
شعر مرسل منطلق لا يتقيد بروي أو بوحدة البيت ،ثم اتبع هذه الترجمة
مسرحية شعرية من تأليفه "إخناتون ونفرتيتي" التي كتبها وفق تفعيلة
قريبة التوقيع من توقيعات النثر هي تفعيلة البحر المتدارك من بين
البحور التي تتشابه تفعيلاتها.
ثم لقد رسخ الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي الشكل الجديد حين
كتب "مأساة جميلة" عن موضوع عصري هو نضال فدائيي الج ازئر؛
معتمًدا على وحدة التفعيلة لا البيت ،ومستطي ًعا أن يدير حواًار في حدودها
يقصر أو يطول مشاب ًها للمحادثة اليومية ،على فرض أنها تفصحت فقدر
للتيار الجديد أن يتغلب.
ولقد غذاه عبد الرحمن الشرقاوي بمسرحياته الأخرى التي انتهج لها
الواقعية الاشت اركية ،خارًجا على التيار التقليدي الذي أحتفل بالص ارع بين
الواجب والحب ،وعلى الرغم من ذلك التجديد ظل الإنتاج المحافظ موازًيا
21