Page 35 - المسرح الشعري
P. 35

‫له‪ ،‬يجدده عزيز أباظة بين الحين والحين وله جمهوره الذي يقرؤه‪ ،‬إن‬
                              ‫تعذر أن يري أعماله ممثلة على المسرح‪.‬‬

                       ‫صلاح عبد الصبوروبعث الد ارما الشعرية الحديثة‬

     ‫ثم إن صلاح عبد الصبور قد استطاع في حدود الشكل الجديد أن‬
        ‫يرتفع بالمسرح الشعري إلى مستوي يحقق ما يصبو إليه الشع ارء‬
       ‫الأوربيون من بعث للد ارما الشعرية الحديثة‪ ،‬حين وفق صلاح عبد‬

  ‫الصبور إلى الشعر الخالص في إطار الموضوع المعاصر‪ ،‬متوسًلا لذلك‬
    ‫بحالة من الشاعرية يضفيها على شخصياته رمزية أو أسطورية‪ ،‬مما‬
      ‫قربها إلى تعقل الجمهور وتصوره للغتها المجنحة‪ ،‬وإن ظل جمهور‬

 ‫مسرحياته محدوًدا ولكنه يرهص بإمكان العودة بالمسرح إلى نهج الشعر‬
       ‫لإخصاب الحياة عامة ولغزو مناطق من اللاشعور لا يتوصل إليها‬
                                                                ‫النثر‪.‬‬

‫ولفهم أعمال صلاح عبد الصبور لآبد من د ارسة وفهم مذاهب عدة‬
‫منها الكلاسيكي ومنها الواقعي‪ ،‬والرمزي واللامعقول‪ ،‬وخاصة لا معقول‬
‫"يوجين يونسكو" فصلاح عبدالصبور اتجه إلي الاهتمام بالفكرة‪ ،‬وبرؤية‬
‫رسم الشخصيات وتحريكها وتطوير الحدث‪ ،‬وأنه رجع إلى بعض الحقائق‬
‫التاريخية عندما تكون في علاقة شديدة بشخصية حساسة‪ ،‬وإن إنصب‬

                                                       ‫‪22‬‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40