Page 25 - المسرح الشعري
P. 25
أثر النثر فى نهضة المسرح الشعرى
وحل المسرح النثري محل المسرح الشعري منذ أواخر القرن التاسع عشر
عندما تم تهذيب النثر ،وأصبحت الحاجة ملحة لمعالجة المشكلات
الاجتماعية ،فإذا بإبسن وإسترندبرج وبرناردشو وتشيكوف آخرون
يوطدون دعائمه ،مما عد نكسة للشعر المسرحي في المسرح الأوربي ،إلا
أن دعوى العودة بالمسرح إلى طبيعته الأولى الشعرية التي تحقق بها
مولده ،والتي ينبغي أن يظل عليها لم تخفت ،لقد نهض شع ارء أمثال
بيتس وبريخت ولوركا وغيرهم بعبء محاولة إحياء الشعر المسرحي،
فاستثمر بيتس الت ارث الإيرلندي في ذلك.
وابتكر بريخت قواعد يعارض بها قواعد أرسطو فيما يؤثر عن بريخت
باسم المسرح الملحمي ،فكتب مسرحيات أخاذة ترجمت ومثلت فضًلا أنها
نبهت الأذهان إلى ضرورة المسرح الشعري ،وإلى حقيقة أن النثر لا يمكن
أن يقف معه على صعيد واحد ،أو يفجر طاقات يفجرها الشعر ،أو يوفر
مذاقه ،أو يوفر ما يحققه من نشاط ،وما يحركه من أجناس الشعر
المختلفة.
12