Page 54 - محاضرات في الافلام التسجيلية والوثائقية
P. 54
الأفلام التسجيلية والوثائقية
وكان التقطيع (أي الانتقال من مشهد لآخر يحصل فقط ،عند تغيير مكان التصوير ،وعند ربط
المشاهد المصورة أي وصلها مع بعضها البعض بعملية المونتاج) ،بينما كان موقع آلة التصوير
يحدد ويماثل المكان الذي كان المخرج يدير منه الفيلم المسرحية" ،وقد حافظت آلة التصوير على
تسجيل المنظر -المشهد من بعد ثابت لا يتغير -مدة 15سنة ،وقاد تقسيم المشهد المنظر-
إلى عدة لقطات :لقطة قريبة أو لقطة كبيرة ،عن طريق تغيير مكان آلة التصوير ،إلى ثورة في
المرئيات السينمائية ،وبدأ هذا التغيير أولا ،لأسباب مادية ،ومن ثم لأسباب د ارمية.
وأصبح تتابع لقطات وسيلة للتعبير ،تتم عن طريق مئات اللقطات ،مما قاد في نفس الوقت إلى
التفكير في أسلوب وكيفية وصل تلك اللقطات بشكل مت اربط بحيث ينتج استم اررية سردية ،وكان
تحرير موقع مكان آلة التصوير أثناء تصوير اللقطة الواحدة في عام ،1925أي بعد عشرة
سنوات من بداية تغيير موقع آلة التصوير ،حيث أمكن الحصول على صورة يتغير فيها موقع
الكامي ار في اللقطة الواحدة المستمرة ،وأصبح بناء المشاهد من لقطات عديدة مع استخدام حركة
آلة التصوير داخل اللقطة الواحدة ،قضية جمالية -د ارمية على درجة عالية من الأهمية في
السرد السينمائي بشقيه الروائي والوثائقي.
قد أدى هذا التطور الذي أحرزه المونتاج أي علاقة كل شيء بكل شيء داخل الفيلم وأساس
بنائه) كأسلوب وكطريقة تعبير فيلمية سينمائية ،إلى تشكيل وصياغة لغة السينما ،كما مكن من
إعادة بناء الصور المتحركة ،لتتحول تدريجيا إلى سرد فيلمي مركب نابض بالحياة.
وقد خضع اكتشاف المونتاج إلى قاعدتين حاسمتين:
45