Page 87 - محاضرات في الافلام التسجيلية والوثائقية
P. 87

‫الأفلام التسجيلية والوثائقية‬

‫إلا أن هذه الفروق بين الوثائقي والتسجيلي تبقى نظرية‪ ،‬في ظل حقيقة اندماج جميع الفنون‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬واعتمادها واستقائها من بعضها البعض‪ ،‬خاصة وأن وظيفة الفيلم الوثائقي لم تعد‬

                               ‫نقل الواقع بقدر ما تعدى ذلك إلى خلق عالم جديد إنساني حقا‪.‬‬
                     ‫وبناء على ما سبق حدد الباحثون أربع قوالب تميز السينما الوثائقية هي‪:‬‬

                                                                   ‫‪ .1‬قالب المعايشة‪.‬‬
                                                                  ‫‪ .2‬قالب الملاحظة‪.‬‬
                                                            ‫‪ .3‬قالب البناء المونتاجي‪.‬‬
                                                  ‫‪ .4‬قالب إعادة بناء (أو تمثل) الواقع‪.‬‬

         ‫وكنا قد قمنا بشرح معاني القوالب الأربعة في فق ارت مختلفة من فصول الكتاب السابقة‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬في بداية السينما لم تكن النظرة المستقبلية للفيلم الوثائقي تفهمه كعمل فني جديد‪ ،‬يمكن‬
‫أن يؤسس لنوع سينمائي متميز ‪ ،‬إنما تعاملت معه كأداة للتوضيح ووسيلة لنشر المعارف العامة‬
‫والمعلومات‪ ،‬لكنه استطاع مع الزمن أن يحقق مواضيع جادة جديرة بطبيعة نوعه العلمي‬
‫المعرفي‪ ،‬كما روج له الأديب الروسي الكبير مكسيم غوركي"‪ ،‬حينما تحدث عن الإمكانيات‬
‫الممكنة لاستعمال الفيلم الممكنة‪ ،‬وعن أهمية الفيلم الثقافي والعلمي في المستقبل‪ ،‬وعن دورهما‬
‫في مجال تكامل الحياة الاجتماعية المعرفي‪ ،‬عندما كتب‪ :‬يستطيع السينمائي أن يسجل ويعرض‬
‫للجماهير الغفيرة‪ ،‬التي تتعلم ‪ ،‬لتصبح سيدة الحياة على كل ما حدث في الماضي ويحدث في‬
‫العالم ال ارهن وعلى كل ما يجب أن نعمل وحتى على كل ما ننوي عمله‪ ...‬دون أن نغفل أيضا‬
‫دور السينمائيين في النشاط المدرسي ودورهم الهام في تعريف طلاب المدارس على تاريخ الثقافة‬
‫ونشر المعارف العلمية بينهم‪ ،‬بما فيها مثلا كل مبادئ العلم البيولوجي وأصوله"‪ .‬وكان دون شك‬

                                           ‫‪77‬‬
   82   83   84   85   86   87   88   89   90   91   92