Page 16 - فن المقال الصحفي
P. 16

‫العبر بأن يح ال اتب إلاساسا قويا بموضوعه‪ ،‬وأن يعبر عنه بعيار قوية‬
                                                                       ‫ار عة‪.‬‬

‫ثم ينتقل إلى الحديث عن نشأ المقالة‪ .‬فيقول‪" :‬من المفروض عند ال ييرين أن‬
‫"مونتاني" أول كاتب الف ما نسميه مقا ت‪ ،‬با رطلاح الفني‪ ،‬وكانت القطع‬
‫التي ألفها‪ ،‬إما تتناول موضوعات من لاياته أو من تأملاته؛ ولها نزعة أدبية أو‬
‫وليية في كيير من الألايان‪ ..‬ول ن أرول هذا الفن ترجع إلى عصر قديم في‬
‫تاريخه الأدبي‪ .‬وقد كان بلا شك مديناً " لشيشرون"‪ ،‬الذي كان يعالج موضوعات‬
‫مجرد ‪ ،‬بأسلوب سهل وويال هادئ‪ ،‬و "شيشرون" نفسه كان مدينا "لأفلاطون"‬
‫الذی اشتملت محاو ارته على البذور‪ .‬التي تولدت منها المقالة والرواية‪ ،‬فقد‬
‫استطا أن يجعل من الحيا مسرلاا‪ ،‬ويملأه بشخصيات ممتل ة ذكاء ولايوية‪،‬‬
‫وكان يعرض الموضوعات عرضا أقرب إلى ش ون الحيا عامة؛ منه إلى الفلسفة‪.‬‬
‫ومن الممكن أن تعد محاو ارت أفلاطون‪ ،‬بميابة مقا ت‪ ،‬لو لونها المسرلاي‪ ،‬وما‬

  ‫يستتيع ذلك من الحوار والأوذ والرد‪ .‬بينما المقالة هي " نطق المتحدث لنفسه"‪.‬‬

‫ثم يخلص إلى أن المقالة تعبير عن إلاسام شخصى‪ ،‬أو أثر في النف ‪ ،‬ألادثه‬
‫شئ غريب أو جميل‪ ،‬أو ميير للاهتمام‪ ،‬أو شا ق أو ييعث الف اهة والتسلية‪.‬‬
‫وهكذا ت ون المقالة قريية الصلة بالقصيد من الشعر الغنا ي‪ .‬ول نها تمتاز بما‬
‫يتيحه النير من الحرية‪ ،‬وباتسا الأفق‪ ،‬وبمقدرتها على أن تتناول جوانب‬
‫يتحاماها الشعر ميل الف اهة‪ .‬فالف اهة تليق بالفن الشعري‪ ،‬لأن الشعر يتطلب‬

                                                          ‫نزعات قدسية جدية‪.‬‬

                                                              ‫‪7‬‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21