Page 19 - فن المقال الصحفي
P. 19

‫على أن التمييز بين المقال الأدبي والمقال الصحفي تأسيسا على الموضو‬
‫يكفي لتحديد ماهية كل فن منهما‪ ،‬إذ المعاني كما قال الجالاظ قديما‪ :‬على قارعة‬
‫الطريق‪ .‬إن قيمة البيان في اري الجالاظ‪ - .‬إنما ترجع إلى إقامة الوزن وتمييز‬
‫اللفظ وسهولة المخرج‪ ،‬ونلى رحة الطيع‪ ،‬وجود السيك‪ ،‬لأن الأدب أو الشعر‬
‫رناعة وضرب من الصيغ وجن من التصوير‪ ،‬أما المعاني فإنها في نظره ‪-‬‬

                ‫مطرولاة في الطريق‪ ،‬يعرفها العربي والعجمي‪ ،‬والبدوي والقروي‪.‬‬

‫وهذا ال أري يدل على مذهب من المذاهب‪ ،‬كان الجالاظ أول من نادي به في نقد‬
‫الأدب العربي‪ ،‬وهو مذهب الصناعة‪ ،‬وا فتتان في الصياغة‪ ،‬تستند إليه اليوم في‬
‫التمييز بين المقال الأدبي والمقال الصحفي‪ .‬فالنظر إلى المقال الأدبي تأسيسا‬
 ‫على هذا الفهم ينيغي أن تتوجه إلى مقدار ما لاوى من آثار الصنعة من جود‬
‫التشبيه ولاسن ا ستعار وابت ار الصور التي يتميز رالابها على غيره من‬
‫الأدباء بمقدار ما تأنق فيها‪ ،‬وبمقدار ما غالى في إب ارز الف ر على هي ة تغاير‬

                                                              ‫ما عرف النام‪.‬‬

‫في لاين يغدو المقال الصحفي مقا وظيفيا‪ ،‬ويختلف عن فن المقال الأدبي‬
‫اوتلافا جوهريا‪ ،‬من لايث الوظيفة والأسلوب "فمن اليابت أن المقال الأدبي يهدف‬
‫إلى أغ ارض جمالية‪ ،‬ويتووى درجة عالية من جمال التعبير‪ ،‬كما يتوواها الأديب‬

 ‫الذي يرى الجمال غاية في ذاته؛ وغرضا يسعى إلى تحييقه " وهو بذلك يوظف‬
‫الصنعة في إطار ما يشا عن ولود الأدب‪ ،‬وفي سهولة روايته‪ ،‬وق ارءته في اي‬
‫زمان ومكان‪ ،‬و يعني ذلك أنه يفضل المعاني‪ ،‬ول نه يقوم على أسام من الفهم‬

                                                              ‫‪9‬‬
   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23   24