Page 17 - فن المقال الصحفي
P. 17

‫ومع أن ال اتب هنا يتاسي فن الهجاء والسخرية في الشعر فإنه على لاق في‬
‫اعتيار أن المجال لمعالجة الموضوعات معالجة ف اهية أوسع بكيير في المقالة‬

                                             ‫الأدبية منه في القصيد الغنا ية‪.‬‬

‫ونذا كان المقال الأدبي أسبق من المقال الصحفي رتياطه بوسيلة ا تصال التي‬
‫جعلته وليدا لنهضة "ال تاب" كوسيلة للاتصال سا د في عصره‪ ،‬فإن هذا الأمر‬
‫جعل المقال الأدبي يكتسب من هذه الوسيلة وصا ص أدبية‪ ،‬دفعت بمريديه إلى‬
‫أن ينظروا إليه كأثر أدبي يناظر القصيد الغنا ية‪ ،‬بعيدا عن الإويار الحرفی‬
‫الصادق"‪ ،‬واكتشاف الأوطاء من بين الحسنات‪" ،‬لايث كل شئ يجب أن يكون‬
‫لصالحنا ومنفعتنا أبد الدهر أكير مما يسوقه عدد مارم من المجلة الشهرية"‬
‫أونصف الشهرية‪ ،‬على لاد تعبير "فرجينيا وولف" ‪ ،VIRGINIA WOOLF‬وهي‬
‫تريد بذلك أن الفا د التي تعود علينا من ق ارء المقال يجب أن ت ون دا مة‬
‫وليست فا د وقتية‪ .‬فالمقال الأدبي‪ ،‬يختص بفتر من الزمن كموضوعات‬
‫المجلة نصف الشهرية التي تهتم بالألاداث تدور وتقع ولال فتر ظهورها وما‬
‫تلبث أن وتختفي تلك الألاداث وتصيح غير ذات موضو وتحتجب و ارء ما يجد‬

                                                      ‫من لاوادث وأويار تالية‪.‬‬

‫فلا مجال في المقال الأدبي للأدب الفاضح‪ ،‬وبطريقة أو بأورى‪ ،‬وبقو الجهد او‬
‫بسخاء الطبيعة‪ ،‬أو بهما ممتزجين‪ ،‬يجب على المقال الأدبي أن يكون والصا‬
‫نييا كالماء الق ارح‪ ،‬وفي الوقت نفسه يظل بعيدا عن السخف والموات ورواسب‬

                                                           ‫الغريب من الأمور‪.‬‬

                                                              ‫‪8‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22