Page 135 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 135

‫وصلت امدادات عسكرية الى القوات البريطانية‪ ،‬احداهما في البصرة والأخرى في الأردن‪،‬‬
‫واستطاعت هذه القوات بفضل تفوقها في العدد والعدة من حسم جميع المعارك لصالحها والتقدم‬
‫نحو بغداد‪ ،‬وبسبب تطورت الاحداث شكلت لجنة باسم (لجنة الامن الداخلي في العاصمة) لاتخاذ‬
‫التدابير الخاصة بتأمين الأوضاع الداخلية في بغداد‪ ،‬فضلاً عن اجراء الاتصالات لإيقاف القتال‬

                                                                    ‫ووضع شروط الهدنة‪.‬‬
‫عاد الوصي عبد الاله مع القوات البريطانية الى بغداد في (‪/1‬حزيران‪1941/‬م)‪ ،‬وهو يشعر‬
‫بفضل البريطانيين عليه‪ ،‬فاخذ يعمل منذ البداية على تنفيذ رغباتهم بصورة عاجلة‪ ،‬إذ قام‬
‫بتشكيل وزارة موالية لهم‪ ،‬والموافقة على طلب سلطات الاحتلال البريطاني بان يكون لها مطلق‬
‫الحرية خلال الحرب بان تكون قواتها البرية والجوية في أي مكان في البلاد‪ ،‬ووضع الرقابة‬
‫على الاتصالات‪ ،‬والسيطرة العسكرية التامة على ميناء البصرة والقاعدة العسكرية في ِه‪ ،‬واخلاء‬

  ‫أجهزة الدولة كافة من العناصر المعارضة للاحتلال‪ ،‬وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيطاليا‪.‬‬
‫اما بالنسبة للقادة العسكريين فقد احيلوا الى المجلس العرفي العسكري‪ ،‬الذي حكم حضورياً‬
‫وغيابياً عليهم‪ ،‬وهم العقداء الأربعة (صلاح الدين الصباغ وفهمي سعيد ومحمود سلمان وكامل‬
‫شبيب)‪ ،‬ومن المدنيين (رشيد عالي الكيلاني ويونس السبعاوي) وقد نُفذ الحكم عليهم جميعاً عدا‬

                                                    ‫الكيلاني الذي كان لاجئاً خارج العراق‪.‬‬

‫العراق عضواً ومؤسساً في هيئة الأمم المتحدة عام ‪1945‬م‬

‫	 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تقرر عقد مؤتمر دولي للتباحث في أوضاع العالم‬

‫آنذاك‪ ،‬وقد وجهت الحكومة الامريكية الدعوة الى الحكومة العراقية لحضور المؤتمر‪ ،‬لأنه‬

                    ‫وقف الى جانب الحلفاء في تلك الحرب منذ بداية عام ‪1943‬م‪.‬‬

                    ‫وقد رحبت الحكومة العراقية بهذه الدعوة‪ ،‬والفت وفداً‬

                    ‫رسمياً برئاسة وزير الخارجية ارشد العمري لحضور‬

                    ‫المؤتمر‪ ،‬الذي تقرر عقده في مدينة فرانسيسكو‬

                    ‫الامريكية‪ ،‬لإعداد ميثاق منظمة دولية تكون مهمتها‬

                    ‫صناعة السلم والسلام الدوليين وفض النزاعات بالطرق‬

                    ‫السلمية‪.‬‬

                    ‫افتتح المؤتمر الرئيس الأمريكي (هاري ترومان)‪،‬‬

‫شعار الامم المتحدة‬  ‫فضلاً عن ممثلي تسعة واربعين دولة أخرى‪.‬‬

                                                                                   ‫‪134‬‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140