Page 131 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 131

‫العراق والحرب العالمية الثانية‬

‫	 اتسم الوضع السياسي في العراق قبيل الحرب العالمية الثانية بعدم الاستقرار‪ ،‬لاسيما‬
‫بعد وفاة الملك غازي وتنصيب الملك فيصل الثاني تحت وصاية خاله عبد الاله وتشكيل نوري‬
‫السعيد لوزارته في (‪ / 6‬نيسان ‪1939/‬م)‪ ،‬التي جاء في منهاجها اجراء تعديلات في الدستور‬
‫وتطوير الجيش واتباع سياسة خارجية تتفق مع اماني الشعب العراقي وتطلعاته‪ ،‬ولاسيما‬

                                                           ‫التحالف مع بريطانيا العظمى‪.‬‬
‫	 فضلاً عن تطورات الاحداث العالمية السريعة‪ ،‬إذ أعلنت بريطانيا الحرب على المانيا في‬
‫(ايلول ‪1939‬م)‪ ،‬وهكذا بدأت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وآثارها السلبية في سياسة العراق الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬ففي الداخل ساءت الأوضاع التجارية والمالية وأصبحت غير مستقرة‪ ،‬ولاسيما‬
‫مع احتكار المواد الغذائية وارتفاع الأسعار‪ ،‬وإيقاف الودائع في البنوك وقرار وزارة الداخلية‬

                              ‫العراقية بفرض الرقابة على المطبوعات والصحف والاخبار‪.‬‬
‫	 أما علــى المستوى الخارجي أعلن العراق قطــع علاقاتــه الدبــلوماسية مع المانيا فــي‬
‫(‪ 5‬أيلول ‪1939‬م)‪ ،‬وتسفير جميع الرعايا الالمان خارج البلاد‪ ،‬وارسل الوصي عبد الاله‬
‫رسالة الى ملك بريطانيا يبلغه فيها التزام العراق بمعاهدة التحـالف (العراقية – البريطانية) لـعام‬
‫(‪1930‬م) وبما جاء فيها‪ ،‬إلا ان نوري السعيد لم يكت ِف بذلك بل قرر السماح للقوات البريطانية‬
‫المرور والتحشد فيه‪ ،‬فضلاً عن ارسال قوة من الجيش العراقي للقتال مع القوات البريطانية‪،‬‬
‫وقطع العلاقات السياسية مع الدولة المعادية لبريطانيا‪ ،‬وإزاء ذلك وجهت انتقادات عدة لسياسة‬
‫نوري السعيد وحدث انقسام في صفوف السياسيين والعسكريين‪ ،‬وهنا برز دور العقداء الأربعة‬
‫(صلاح الدين الصباغ‪ ،‬ومحمود سلمان‪ ،‬وفهمي سعيد‪ ،‬وكامل شبيب) الذين رفضوا زج الجيش‬

                                         ‫العراقي في الحرب الى جانب القوات البريطانية‪.‬‬

‫وإزاء تلك التطورات (الداخلية والخارجية) قدم نوري السعيد استقالة وزارته‪ ،‬فعقد روؤساء‬
‫الوزارات السابقة اجتماعاً وضعوا فيه وثيقة قدموها الى الوصي تدعو الى تأليف وزارة‬

‫ائتلافية بحسب التقاليد الدستورية‪ ،‬واستعدادهم للتعاون معها كما اقترحوا تكليف رشيد‬
   ‫عالي الكيلاني لتأليفها‪ ،‬الذي شكلها فعلاً في(‪ /31‬آذار ‪1940/‬م) وجاء في منهاجها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الالتزام بما جاء بالمعاهدة العراقية ‪ -‬البريطانية لعام (‪1930‬م)‪ ،‬وعدم الموافقة على‬

‫المطالب البريطانية التي تخرج عن نصوص المعاهدة باستثناء التي تكون في مصلحة‬

                                                                ‫الطرفين المشتركة‪.‬‬

                  ‫‪ -2‬إمكانية حصول الجيش العراقي على السلاح من أي مصدر كان‪.‬‬

                                          ‫‪ -3‬اجراء انتخابات جديدة للمجلس النيابي‪.‬‬

                                                                     ‫‪130‬‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136