Page 126 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 126
وعليه قررت بريطانيا اخبار الملك فيصل الاول بانها عازمه على انهاء الانتداب و منح العراق
استقلال ِه التام ،فضلاً عن ترشيحه لعضوية عصبة الامم بوصفه دولة مستقلة ذات سيادة ،وانها
عازمة فعلاً على بدء المفاوضات معهُ لعقد معاهدة جديدة.
ولذلك قامت الحكومة العراقية وعلى رأسها عبد المحسن السعدون بتشكيل وزارته الرابعة في
(آب1929م) ،وتشكيل لجنة وزارية لمفاوضة الجانب البريطاني على المعاهدة الجديدة ،إلا أن
المفاوضات ومنذ بدايتها تلكأت بسبب موقف الجانب البريطاني الذي كان لا يريد تغييراً أساسياً
على الامتيازات السابقة التي تضمنتها المعاهدة السابقة وتعديلاتها ،وإن الجانب العراقي سوف
يقبل بأية ضغوطات من الجانب البريطاني ،لان ترشيحه لعضوية عصبة الأمم مرتبط بتوقيع
المعاهدة الجديدة ،في حين كان الجانب العراقي يتطلع الى عقد معاهدة تكون فيها طبيعة العلاقات
بين البلدين على أساس التكافؤ وضمان استقلال العراق التام.
وبعد مجيء نوري السعيد رئيساًللوزراء في ( /23آذار1930/م) ،اعلن عن استئناف المفاوضــات
من جديد في ( /3نيسان1930/م) ،التــي انتــهت بتــوقيع المعــاهدة بيــن الحكومتــين فــي
( /30حزيران1930/م).
منحت هذه المعاهدة امتيازات كثيرة لبريطانيا ،اهمها:ـ
1يقدم العراق المساعدات العسكرية الى بريطانيا في حال دخولها الحرب ،والتي تشمل السماح
للقوات البريطانية بالمرور في اراضي ِه ،واستعمال السكك الحديد والانهار والموانئ والمطارات
ووسائل المواصلات العراقية ،كما يقوم العراق بتأجير قواعده الجوية الى القوات البريطانية
بشروط سهلة.
2منح بريطانيا امتيازات قضائية ومالية ودبلوماسية،
تشمل اعفاء القوات البريطانية في العراق من الضرائب،
فضلاً عن تمتع الدبلوماسيين البريطانيين بالأقدمية و
الأفضلية في العراق.
3نصت المعاهدة على انها ستوضع موضع التنفيذ
عند دخول العراق عضواً في عصبة الأمم.
4ان تستمر لمدة خمس وعشرين سنة بدءاً من دخولها
حيز التنفيذ.
نوري السعيد
125