Page 121 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 121

‫وقد تميزت المفاوضات التي جرت بين الجانبين‪ ،‬بكونها صعبة ومعقدة‪ ،‬لاختلاف وجهتي نظر‬
‫الحكومتين حول بنودها‪ ،‬إذ كان موقف الحكومة العراقية وعلى رأسها الملك فيصل والشعب‬
‫بكل فئاته‪ ،‬التمسك برفض الانتداب البريطاني رفضاً قاطعاً‪ ،‬ولابد من اجراء التعديلات عليها‬
‫بما يضمن السيادة الوطنية الكاملة للعراق‪ ،‬لذلك توقفت المفاوضات لأكثر من مرة‪ ،‬وخلال ذلك‬
‫اتفق عدد من رجالات الحركة الوطنية وزعماء عشائر الفرات الاوسط على أرسال البرقيات‬
‫والرسائل الى الملك فيصل يطلبون إليه العمل وبحزم على رفض الانتداب وأية سلطة اجنبية‬
‫على الحكومة العراقية‪ ،‬فضلاً عن العمل على اسقاط أية وزارة تصادق على معاهدة لا تتوافق مع‬
‫تطلعات العراقيين نحو الاستقلال التام‪ ،‬وارسالهم برقية مماثلة الى المندوب السامي البريطاني‪.‬‬
‫وأمام تلك الضغوطات قدمت الحكومة استقالتها في (‪ /19‬آب ‪1922/‬م) التي قبلها الملك فيصل‬
‫دون تردد‪ ،‬والذي عدته الحركة الوطنية ضربة قوية توجه لأية وزارة تتفاوض مع بريطانيا لعقد‬

                                   ‫معاهدة لا تمثل أماني الشعب في الحرية والاستقلال التام‪.‬‬
‫الا ان رغبة المندوب السامي البريطاني في ضرورة تمرير المعاهدة‪ ،‬وتأسيس مجلس وطني‬
‫يصادق عليها‪ ،‬كانت بإعادة تشكيل حكومة ثالثة برئاسة عبد الرحمن النقيب‪ ،‬أذ أوعز المندوب‬
‫السامــي البريطانـــي إلى الملك فيصل باختيار النقيــب لتشكيــل الوزارة الجديدة‪ ،‬فأضــطر‬
‫الملك فيصــل للمــوافقة‪ ،‬وعليــه دعــا الملك عبد الرحمــن النقيــب لتشكيــل وزارة جديــــدة‬
‫فــي (‪ /2‬تشرين الاول‪1922/‬م)‪ ،‬ثـــم مصادقـــــة مجلــس الــوزراء علــى المعاهــــدة فـــي‬
‫(‪ /10‬تشرين الاول) على ان تكون نافذة بعد مصادقة المجلس التأسيسي عليها الذي سيشكل لاحقاً‬

                                                     ‫وقد نشرت نصوصها في لندن وبغداد‪.‬‬
                                      ‫وقد اشتملت على مقدمة وثماني عشرة مادة اهمها هو‪:‬‬
‫((تعهد بريطانيا بتقديم المشورة والمساعدة للعراق دون ان يمس ذلك بسيادت ِه الوطنية‪ ،‬وان يقوم‬
‫ملك العراق بالعمل على وضع قانون اساسي (دستور) للبلاد‪ ،‬يعرض على المجلس التأسيسي‬
‫العراقي للموافقة عليه‪ ،‬وان تتعهد بريطانيا بإدخال العراق في عضوية عصبة الأمم في اقرب‬
‫وقت ممكن‪ ،‬وان تسري المعاهدة لمدة عشرين سنة‪ ،‬او تنتهي قبل ذلك بدخول العراق عصبة‬
‫الأمم على ان يعاد النظر في بنودها من وقت لآخراذا رغب الجانبان العراقي والبريطاني بذلك))‪.‬‬

                                                                      ‫‪120‬‬
   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126