Page 119 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 119
2الحكومة العراقية المؤقتة و اختيار الامير فيصل بن الحسين ملكاً دستورياً
كانت اهم نتيجة لثورة العشرين هي خروج بريطانيا
وهي متأكدة ان سياسة القمع والشدة ،وتجاهل مطالب الشعب في
تأسيس حكومة وطنية التي اتبعتها مع العراقيين متمثلة بالسير
(ارنولد ويلسون) نائب الحاكم الملكي العام في العراق ،فاشلة
ولابد من تغييرها ،لذا عمدت الى اعادة برسي كوكس لتولي
منصب الحاكم الملكي العام في العراق ،الذي وصل الى بغداد
في ( /11تشرين الأول1920/م) ،واصدر فور وصوله بياناً الى
جميع العراقيين ،بيّن فيه رغبة بريطانيا في تشكيل حكومة وطنية
الملك فيصل الأول في العراق تحت اشراف الحكومة البريطانية.
وفي( /25تشرين الاول) و بعد مداولاته ومشاوراته مع عدد من الشخصيات العراقية ،تم اختيار
السيد عبد الرحمن النقيب (الكيلاني) نقيب اشراف بغداد لتولي رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة،
ومعه ثمانية وزراء ومع كل وزير مستشار بريطاني مع اثني عشر وزيراً بلا وزارة ،اقتصرت
اعمال هذه الحكومة من الناحية الادارية على انشاء الدواوين الرسمية وإشغال الوظائف الحكومية،
وقسمت العراق ادارياً الى عشرة ألوية ،والألوية الى اقضية ،والاقضية الى نواحي ،وعينت لكل
لواء متصرفاً ،وجعلت الى جانبه مستشاراً بريطانياً ،كما جعلت لكل قضاء قائمقاماً وعلى كل
ناحية مديراً.
كانت هذه الحكومة مؤقتة ،انيطت بها مهمة حكم العراق
بإشراف البريطانيين ،الى ان يتم انتخاب مجلس نيابي يضطلع
بمهمة وضع دستور للبلاد.
وفي ( /11تموز1921/م) ،دعا السيد عبد الرحمن النقيب
رئيس الوزراء الى اجتماع المجلس ،إذ اتخذ قراراً بالأجماع
بمناداة الامير فيصل بن الحسين ملكاً على العراق وان تكون
السيد عبد الرحمن النقيب حكومته (حكومة دستورية نيابية ديمقراطية مقيدة بقانون)،
فضلاً عن إجراء استفتاء عام في البلاد لمعرفة رأي الشعب،
وكانت نتيجة الاستفتاء %97لصالح الامير فيصل.
تــوج الاميــر فيصــل بـن الحسيـــن ملكاً عـلى العـراق فـي ( /23آب1921 /م) ،وقد أقيم احتفال
كبير حضره كبارالمسؤولين البريطانيين،وأعضاء الحكومة المؤقتة ،وشيوخ العشائر ووجهاء
المدن،وأقيم الاحتفال في ساحة برج الساعة في القشلة ،ألقى الملك فيصل كلمة شكر في بدايتها
للشعب العراقي الذي أنتخبه ومنحه الثقة ،ووعده بالسعي لبناء البلاد وتطورها وتقدمها،
118