Page 117 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit

‫نشأة الدولة العراقية المعاصرة‬
‫‪ 1‬مؤتمر القاهرة‬

‫ بعد ان وضعت الحرب العالمية الاولى اوزارها‪ ،‬بدأت كل من بريطانيا وفرنسا بتنفيذ ما‬
‫تم الاتفاق عليه مسبقاً في تقاسم الغنائم‪ ،‬والذي يتمثل بتقسيم المنطقة العربية بينهم‪.‬‬

‫وعليه صدر البلاغ البريطاني الفرنسي في (‪ /7‬تشرين الثاني‪1918 /‬م)‪ ،‬الذي نص على أن‬
‫هدف الدولتين في فرض سيطرتهما هو تحرير الشعوب التي خضعت تحت الحكم العثماني‪،‬‬
‫ومساعدتها على تأسيس حكومات وطنية ديمقراطية في كل من سوريا والعراق‪ ،‬تستمد شرعيتها‬

‫من اختيار الشعب لها‪.‬‬
‫وبعد عقد مؤتمر سان ريمو في (‪ /25-24‬نيسان‪1920/‬م) و مقررات ِه‪ ،‬وفرض الانتداب بوصفه‬
‫نظاماً دولياً على بعض البلدان العربية‪ ،‬ولاسيما الانتداب البريطاني على العراق‪ ،‬بدأت بريطانيا‬
‫بتنفيذ ما جاء ضمن المادة ‪ *22‬من صك الانتداب‪ ،‬فكان عليها البحث عن الوسائل الكفيلة لتحقيق‬

‫ذلك‪.‬‬
‫وعليه بدأت المرسلات بين وزارة الخارجية البريطانية والسير ارنولد ويلسون (نائب الحاكم‬
‫الملكي العام) في العراق‪ ،‬للتباحث في اختيار الشخصية المناسبة لتولي عرش العراق‪ ،‬وكانت‬

‫الانظار تتجه نحو شخصية الامير فيصل بن الحسين لأسباب عدة اهمها‪:‬‬
‫‪ ١‬ان الامير فيصل بن الحسين من الشخصيات المعروفة والمناسبة لإدارة دولة عربية حديثة‪،‬‬

‫بالاعتماد على المساعدة الاجنبية لاستمرار بقائها‪.‬‬

‫‪ 2‬ان شخصية الامير فيصل بن الحسين معروفة ومقبولة في العراق‪ ،‬لأنهُ حارب مع الضباط‬
‫العراقيين في الثورة العربية عام ‪1916‬م في الحجاز بقيادة الشريف حسين بن علي‪.‬‬

‫‪ 3‬تحسين سمعة بريطانيا‪ ،‬ولاسيما بعد نقضها وعودها وعهودها مع العرب لمساعدتهم على‬
‫نيل الحرية والاستقلال الذي تجسد عملياً في عقدها اتفاقية سايكس ــ بيكو عام ‪1916‬م وأقتسامها‬
‫مناطق نفوذها مع فرنسا في البلدان العربية‪ ،‬ودورها في عقد وعد بلفور عام ‪1917‬م لتقسيم‬

‫فلسطين‪.‬‬

‫‪ 4‬اسقطت فرنسا حكومة الامير فيصل بن الحسين في سوريا عام ‪1920‬م في معركة ميسلون‬
‫التي كان العراقيون العمود الفقري لها‪.‬‬

‫*((ان البلدان المنسلخة عن الدولة العثمانية مستقلة‪ ،‬و تستمد المعونة من احدى الدول الكبرى الى ان تصبح قادرة على ادارة شؤونها))‪.‬‬

‫‪116‬‬