Page 123 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 123

‫وازاء هذ ِه التطورات قام الملك فيصل بجولة لعدد من مدن‬

                    ‫البلاد لاطلاع السياسيين ورجالات الحركة الوطنية وزعماء‬
                    ‫العشائر والوجهاء على تلك التطورات‪ ،‬فضلاً عن حثهم‬

                    ‫على المشاركة في الانتخابات‪ ،‬وعلي ِه باشرت الحكومة‬

                    ‫العراقية بأجراء الانتخابات في (‪ /12‬تموز‪1923/‬م)‪،‬‬

                    ‫وفي(‪ /27‬آذار‪1924/‬م)‪ ،‬افتتح المجلس التأسيسي العراقي‪،‬‬

                    ‫وكان لهذا الحدث اهمية خاصة في تاريخ العراق السياسي‬

                    ‫المعاصر‪،‬إذ أعلن هذا اليوم عطلة رسمية‪ ،‬كما تم تحديد‬

                    ‫مهماته بـ‪:‬‬

‫عبد المحسن السعدون‬  ‫‪ -1‬مناقشة المعاهدة العراقية ــ البريطانية لعام ‪1922‬م و‬
                                                                 ‫تصديقها‪.‬‬

‫‪. -2‬تشريع القانون الأساسي (الدستور) لضمان حقوق الأفراد و تثبيت سياسة الدولة الداخلية‪.‬‬

             ‫‪. -3‬تشريع قانون انتخابات مجلس النواب الذي يراقب سياسة الحكومة وأعمالها‪.‬‬
‫والملاحظ عند تحديد مهمات المجلس‪ ،‬أولوية النظر في المعاهدة وتصديقها بدلاً من مناقشة‬
‫تشريع دستور البلاد أولاً‪ ،‬لان البريطانيين سعوا الى جعل الدستور مقيداً بالمعاهدة وبنودها‪،‬‬

‫وهذا كان يمثل وسيلة للضغط على أعضاء المجلس التأسيسي الذين أدركوا أن لا دستور للبلاد‬

‫من دون معاهدة بدأ المجلس أعماله بتشكيل لجنة من (‪15‬عضواً) لتدقيق بنود المعاهدة‪ ،‬وجرت‬

‫اتصالات ومناقشات مع الوزراء والحقوقيين والمندوب السامي البريطاني ومستشاريه حول‬

‫المعاهدة‪ ،‬تضمنت آراء متعددة أغلبها معارض للمعاهدة‪ ،‬مع تأكيد ضرورة إجراء التعديلات‬

                    ‫عليها‪.‬‬

‫وإزاء تــلك المعارضــة داخل المجــلس وخارجه‪ ،‬بعث المنــدوب الســـامي البريطاني إنذاراً‬

‫الى المــلك فيصــل أوضــح فيه أن موعــــد الجلســة القادمـــة لمجلس العصـــبة هو يـــوم‬

‫(‪/ 12‬حزيران‪1924 /‬م)‪ ،‬وإن الحكومة البريطانية تعهدت بتقديم المعاهدة الى المجلس قبل هذا‬

‫التاريخ‪ ،‬مطالباً العصبة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتطبيق الانتداب البريطاني على العراق اذا لم‬

                    ‫يصادق المجلس التأسيسي العراقي قبل هذا التاريخ على المعاهدة‪.‬‬

‫كانت ردود الأفعال قوية ضد المعاهدة‪ ،‬إذ خرجت مظاهرات جماهيرية كبيرة في بغداد سارت‬

‫باتجاه مبنى المجلس التأسيسي وقررت اقتحامه ولم تستطع الشرطة تفريقها‪.‬‬

                    ‫‪122‬‬
   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127   128