Page 125 - aijtimaeiaat althaalith mutawasit
P. 125
5القانون الأساسي (الدستور)
كانت الحاجة ملحة لتشريع دستور للعراق ،ولاسيما بعد التطورات السياسية التي شهدتها
البلاد وتشكيل حكومة وطنية فيها ،فقد تعهدت بريطانيا في المادة الاولى من لائحة الانتداب،
بأن تضع في أقرب وقت لا يتجاوز ثلاث سنوات من تاريخ بدء الانتداب قانوناً اساسياً للعراق،
يعرض على مجلس العصبة للمصادقة عليه وبمشورة بريطانيا على ان يضمن الحقوق الاساسية
لجميع الساكنين في ِه ،ويسن بمشورة الحكومة العراقية ،وعند تتويج الملك فيصل بن الحسين ملكاً
على العراق اشترط ان تكون حكومتهُ (دستورية نيابية ديمقراطية مقيدة بقانون) ،فضلاّ عن اشارة
المادة الثالثة في المعاهدة العراقية ــ البريطانية الاولى لعام 1922م الى موافقة ملك العراق على
تنظيم قانون اساسي يعرض على المجلس التأسيسي ،شرط ان لا يحتوي على ما يخالف نصوص
المعاهدة وتعيين الاصول الدستورية للدولة العراقية سواء كانت تشريعية ام تنفيذية.
ولذلك شـــكلت لجنتان عراقيــة وبريطانية لوضــع صيغة القانـــون الاساسي ،وبــعدها احيلت
اللائحــة الى المجــلس التأسيســي لمناقشتها ،إذ استـمرت مناقشتــها بنــحو شــهر للمــدة من
( /14حزيران ــ /10تموز1924/م) ،وقد ضمت اللائحة مقدمة و(123مادة) موزعة على
عشرة أبواب اشتملت على(حقوق الشعب ،الملك و حقوقه ،السلطة التشريعية ،الوزارة وكيفية
تأليفها وواجباتها ،والسلطة القضائية ،والامور المالية ،وادارة الالوية (المحافظات) وقد جاء في
المقدمة:
«إ ّن العراق دولة ذات سيادة مستقلة حرة ،ملكها لا يتجزأ ولا يتنازل عن أي شيء منه ،حكومته
ملكية وراثية وشكلها نيابي ،وبغداد عاصمة العراق و يجوز اتخاذ غيرها عاصمة بقانون».
قام المجلس التأسيسي بالمصادقة على الدستور في ( / 20تموز1924 /م ) بالإجماع ،بعدها
قامت الحكومة بنشرة في (آذار1925 /م) ،وجرت احتفالات رسمية بهذه المناسبـــة ،وظــل
نافــذاً حتـى قيــام ثـورة ( /14تموز1958 /م) ،كما تمــت المصــادقة علــى قانــون الانتخابــات
فـــي( /2آب 1924 /م) ،و بذلك أنهى المجلس التأسيسي المهات التي أوكلت إليه وحل في اليوم
نفسه.
6المعاهدة العراقية -البريطانية لعام 1930م
لم تكن المعاهدة الاولى مع بريطانيا عام 1922م في اي بند من بنودها تصون مصالح
البلاد الوطنية ،فضلاً عن الظروف الصعبة آنذاك التي عقدت فيها ،والتغييرات السياسية التي
طرأت على العراق ،ولاسيما تمسك رجالات الحركة الوطنية المعارض لها و للحكومات التي
وافقت عليها.
124