Page 63 - kitab aliaslamiat althaalith mutawasit
P. 63

‫‪¢SOÉ°ùdG ¢SQódG‬‬

                     ‫‪ìQGƒédG ÜOGB‬‬

‫الﺠوارح‪،‬جمﻊ جارحة‪،‬وهي العﻀو العامﻞ من أعﻀاء الﺠسد‪ ،‬والمﻘﺼود‬
‫بالﺠوارح ‪ :‬جوارح اﻹﻧسان ‪ ،‬وهي ‪ :‬السمﻊ والبﺼر واللسان واليدين‬

                                                      ‫والرجلين ‪.‬‬
‫ﻓالسمﻊ ‪ ،‬ﻓي حﻘيﻘته‪ ،‬مﻔتاح مهم إلﻰ ﻗلب اﻹﻧسان وعﻘله ‪.‬والعﻀو‬
‫المﺨتﺺ بالسمﻊ اي )اﻷذن( يدخلها ﻛ ّﻞ مسموع ﻓهي ﻻتملﻚ مﺼﻔاة‬
‫تﺼ ّﻔي ما يﺼلﺢ سماعه‪ ،‬أو تﻘبﻞ ان تسمﻊ هذا ‪ ،‬وترﻓﺾ ذاك ‪ ،‬ﻷﻧها‬

                         ‫تستﻘبﻞ أ ّي ﺷيء سواء ﻛان حسن ًا أو ﻗبيح ًا ‪.‬‬
‫ولذلﻚ يﺠب علﻰ اﻹﻧسان أن يتح ّﻜم بما يسمعه من خﻼل وجودﻩ ﻓي‬
‫أماﻛن ﻗد يﻀطر ﻓيها إلﻰ سماع أمر ﻏير مرﻏوب ﻓيه ‪ ،‬أو ﻓي اﻷﻗﻞ عدم‬

                                                    ‫اﻻﺻﻐاء إليه ‪.‬‬
‫وواﺿﺢ أن هناك ﻓرﻗ ًا بين ما تسمﻊ ﻓي مﻜان للعبادة ‪ ،‬و ما تسمﻊ ﻓي‬
‫مﻜان آخر مﺨﺼﺺ للهو والعبﺚ ‪ ،‬لذلﻚ يﺠب علينا ان ﻧن ّﺰﻩ أسماعنا عن‬
‫ﻃريﻖ مراعاة الﻀوابﻂ الﺸرعية ‪ ،‬ومن ذلﻚ إبعاد أﻧﻔسنا وآذاﻧنا من مﺠالﺲ‬

                                                 ‫اﻹﺛم والعﺼيان ‪.‬‬
‫وعلينا اختيار ما ُيسمﻊ ‪ ،‬واجتناب سماع الﻐيبة والﻔحﺶ والﺨوض ﻓي‬
‫الباﻃﻞ‪ ،‬وﻗﺼر السماع علﻰ الحﻜمة والعلم الناﻓﻊ ﻓهو ﻏذاء الروح ‪ ،‬وينبﻐي‬
‫حسن اﻧتﻘاء هذا الﻐذاء ﻻأن من ﻧتاﺋﺠه الرحمة لﻺﻧسان ﻛما ورد ﻓي الﻘرآن‬

                                                        ‫الﻜريم ‪:‬‬
‫ﱫ©‪²±°¯®¬«ª‬ﱪاﻷعراف‪:‬‬

                                                           ‫‪204‬‬
‫أما أدب البﺼر ﻓنعني به ‪ ،‬أيها الطالب العﺰيﺰ ‪ ،‬ﻧﻈرك الذي يﺠب أن‬
‫يﻜون ﻗﺼدﻩ الم ّودة للﻘريب والبعيد ‪ ،‬ﻓاﻷﺻﻞ أن ينﻈر اﻹﻧسان ﻧﻈرة ﻃيبة‬
‫ﻻ تﻀمر ﺷيﺌ ًا خبيﺜ ًا‪ ،‬وﻻ تنبﺊ بمعنﻰ ﻏير ﻧﻈيف ﻷن العين ﻧعمة إلهية‬

                                          ‫‪٦2‬‬
   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68