Page 65 - kitab aliaslamiat althaalith mutawasit
P. 65

‫لذلﻚ علﻰ المسلم ان ُيﺨﻀﻊ جوارحه ﻛلها للﺨﺼال الحسنة ‪ ،‬واﻷخﻼق‬
‫المحمودة‪ .‬ومن أبرز الﺠوارح التي أﻛرمنا بها الﺨالﻖ المﺼور ) اللسان (‬
‫واللسان أيها الطالب العﺰيﺰ عﻀلة لحمية ﺻﻐيرة الحﺠم ‪ ،‬لﻜنه يع ّد سبب ًا‬
‫رﺋيس ًا ﻓي دخول معﻈم أهﻞ النار اليها ‪ ،‬وﻛذلﻚ هو السبب الرﺋيﺲ ﻓي‬
‫دخول معﻈم أهﻞ الﺠنة اليها‪ ،‬ﻷن اللسان وإن ﻛان ﺻﻐير الحﺠم ‪ ،‬إﻻ أﻧه‬
‫ﻛبير اﻹﺛم‪ ،‬ﻓيروى أن معاذ ًا )‪ (¢VQ‬ﻗال‪ :‬يارسول الله وإﻧا لمﺆاخذون بما‬
‫ﻧتﻜلم به ؟ ﻓﻘال )‪ ) : (¢U‬ﺛﻜلتﻚ أمﻚ يامعاذ وهﻞ ُيﻜب الناس ﻓي النار‬
‫علﻰ وجوههم إﻻ حﺼاﺋد ألسنتهم ( ‪ .‬وﻓي الوﻗﺖ ﻧﻔسه هو مﻔتاح ﻛ ّﻞ‬

                                                           ‫خير‪.‬‬
‫واللسان من النعم العﻈيمة التي َم ّن الله تعالﻰ بها علﻰ اﻹﻧسان ‪ ،‬ﻗال ع ّﺰ‬

                                                       ‫من ﻗاﺋﻞ ‪:‬‬
‫ﱫ‪onmlkji h‬ﱪ البلد‪ . ٩ - ٨ :‬واللسان‬
‫يﻜون ﻛله خيرات حينما يأتمر بأوامر ﺻاحب العﻘﻞ السليم الذي يﻜ ّف آذاﻩ‬
‫اللسان ويع ّودﻩ الﺨير ‪ ،‬وترك الﻔﻀول الذي ﻻ ﻓاﺋدة منه ‪ ,‬والب ّر بالناس ‪،‬‬
‫وحسن الﻘول ﻓيهم ‪ .‬ولذلﻚ حر ّي باﻹﻧسان أن يتأدب بما أمر الله تعالﻰ ‪،‬‬
‫وينتهي عما ﻧهاﻩ سبحاﻧه من المحرمات ﻛالﻐيبة وهي ذﻛر عيوب اﻹﻧسان‬
‫المستورة وهو ﻏاﺋب لﻼﻧتﻘاص منه‪ ،‬وان يتﺠنب الﻜذب وهو من أسوأ‬
‫الذﻧوب التي يرتﻜبها اﻹﻧسان ‪ ،‬وحتﻰ ذلﻚ النوع المسمﻰ بالﻜذبة البيﻀاء‬
‫إذ مما يﺠب علﻰ اﻹﻧسان عدم استسهال الﻜذب بمسمياته جميع ًا‪ ،‬إﻻ ﻓي‬

                    ‫مواﻃن ب ّينتها الﺸريعة ‪ ،‬منها اﻹﺻﻼح بين الناس ‪.‬‬
‫‪ : ó«dG‬ان اليد ﻛﻐيرها من الﺠوارح التي خلﻘها الله تعالﻰ لما ﻓيها خدمة‬
‫اﻹﻧسان ﻓباليد يعمﻞ اﻹﻧسان ‪ ،‬وبها يﻘاتﻞ ﻓي سبيﻞ الله ‪ ،‬ويحمي ﻧﻔسه‬
‫وأرﺿه وعرﺿه وباليد يتناول اﻷﺷياء ‪ .‬إﻻ ان هذﻩ اليد التي يمﻜن اﻹﻓادة منها‬
‫ﻓي ﺻالﺢ اﻹﻧسان‪ ،‬يمﻜن أن تﻜون سبب ًا لدخوله ﻓي المحرمات والمعاﺻي‬
‫ﻓيتعرض ﺻاحب اليد لﻐﻀب الله وسﺨطه وتﻜون سبب ًا ﻓي دخوله النار ﻓﻘد‬
 ‫ح ّرم الﺸــارع علﻰ اليد أن تســرق ‪ ،‬ليﺲ المال وحدﻩ ‪ ،‬واﻧما ﻛ ّﻞ ح ّﻖ من‬
‫حﻘوق اﻹﻧسان واليد ﻛذلﻚ ﻗد تعتدي ‪ ،‬وﻗد تﻀ ّر اﻵخرين ‪.‬لذلﻚ ﻻب ﱠد‬

                                          ‫‪٦4‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70