Page 64 - kitab aliaslamiat althaalith mutawasit
P. 64
ﻛبرى أﻧعمها الله علﻰ اﻹﻧسان إذ بها يبﺼر ما حوله من المﺨلوﻗات واﻷﺷياء،
وبها يﻘرأ ويرى اﻵخرين ويمﻸ ﻧﻔسه بﺠمال الﻜون والطبيعة وعﺠاﺋبهما .
وعلﻰ الرﻏم من ذلﻚ ﻗد تﻜون العين وبا ًﻻ علﻰ اﻹﻧسان ﻓي دﻧياﻩ وآخرته
إن لم يحسن استﺨدامها ﺿمن الحدود التي وﺿعها الﺨ ّﻼق العﻈيم .ولذلﻚ
ُيع ﱡد حﻔﻆ العين من أبواب حﻔﻆ النﻔﺲ وحﺼاﻧتها ،ﻷﻧها إن ﻧﻈرت إلﻰ ما
ﻻ يح ّبه الله ويرﺿاﻩ أﻓسدت اﻹيمان وأ ْﻧ َس ْﺖ ﺻاحبها اﻵخرة والحساب .
وللنﻈر المح ّرم عواﻗب ﺷديدة جد ًا ،يستحﻖ المرء بسببه الﻐﻀب اﻹلهي،
والحسرة ﻓي الدﻧيا واﻵخرة .ﻓمن يمﻸ عينيه من النﻈر الحرام ،يمﻸ الله
عينيه ﻧار ًا يوم الﻘيامة ،إﻻ أن يتوب ويرجﻊ .
وعلﻰ العﻜﺲ من ذلﻚ ﻓﺈن لﻐ ﱢﺾ البﺼر عن المحرمات آﺛار ًا حميدة ﻓي
الدﻧيا واﻵخرة منها :الﺸعور بحﻼوة العبادة ،وراحة الﻘلب ،والحﺼاﻧة من
أ ّي إﺛم .وربما يسأل الطالب العﺰيﺰ عن وساﺋﻞ معالﺠة آﻓة النﻈر ،ﻓنﻘول
له :إن الذي يحﻔﻆ اﻹﻧسان ويمنعه من الوﻗوع ﻓي النﻈرة الحرام ،ويعيدﻩ
الﻰ جا ّدة الﺼواب إذا اﻧحرف اﻹﻧسان ﻻ سمﺢ الله ،هما أمران أساسيان :
أولهما تﻘوى الله ،ﻓالتﻘي ﻻيتمﻜن منه الﺸيطان وجنودﻩ وإن عاد وتاب
واستﻐﻔر الله ،وﻗد اعترف إبليﺲ بﻐوايته للناس ،ﻓيما حﻜاﻩ ﻗوله تعالﻰ :
ﱫñ ð ï î í ì ë ê é èﱪ
ص٨٣ - ٨2 :
إذ ﻻ سلطة للﺸيطان علﻰ عباد الله المﺨلﺼين.اي المﺨتارين ﻃاعة الله
وتﻘواﻩ.
واﻷمر اﻵخر :هو الحياء ،ﻓهو حاجﺰ ﻓ ّعال أمام اﻧحراف اﻹﻧسان حتﻰ
ع ّدﻩ رسول الله ﺷعب ًة من اﻹيمان ﻓﻘال)): (¢Uالحياء ﺷعبة من اﻹيمان( .
: ¿É°ù∏dGإ ّن من واجبات المسلم أن يلتﻔﺖ ،بﻜ ّﻞ ما أوتي من حﻜمةودراية
لﻸحﻜام اﻹلهية التي أمرﻩ الله تعالﻰ بها ،وأن يتأدب بﺂداب الﺸريعة التي
تتطلب منه تنﺰيه جوارحه وإبعادها م ﱠما يﺨالف أوامر الله سبحاﻧه .
٦٣