Page 35 - ثقافة قانونية العدد السادس- للنشر الالكتروني
P. 35

‫ظ�ع�ي� م�م نا� ت�‬                                     ‫المستشارة الدكتورة‪ /‬عبير الغوباري‬
  ‫�مصر‬
                                                              ‫كفاءة قضائية علمية شابة‬

                                                      ‫بإدارة فعالة للوقت‪ ،‬وتنظيم الأولويات‪.‬‬         ‫أنا عبير فؤاد الغوباري‪ُ ،‬ولدت لأسرة ُتق ّدر العلم وتحترم القانون‪،‬‬
                                                                                                    ‫وكان والدى ضابط شرطة مح ًبا للقانون‪ ،‬حصل على درجة الدكتوراه‬
                     ‫شاركت فى مؤتمرات علمية كثيرة بأبحاث ُنشرت ونوقشت‪ ،‬وكتبت‬                        ‫فيه‪ ،‬وغرس فينا — أنا وأختى — احترام هذه المهنة العظيمة‪ .‬التحقنا‬
                     ‫عد ًدا من المقالات والدراسات حول قضايا قانونية مهمة‪ ،‬مثل مكافحة‬
                     ‫الفساد ‪ ،‬الأمن السيبراني‪ ،‬المسؤولية الجنائية فى قضايا الصحة‪،‬‬                   ‫نحن الاثنتان بكلية الحقوق‪ ،‬وتخرجنا فيها ثم واصلنا مسيرتنا العلمية‬

                     ‫الاستثمار‪ ،‬الحوكمة ‪ .‬كما كتبت مقالات ومؤلفات علمية منشورة تناولت‬               ‫حتى نلنا درجة الدكتوراه‪ ،‬إيما ًنا منا بأن القانون ليس مجرد مهنة‪،‬‬
                                                                                                    ‫بل رسالة؛ وبالرغم من التحاق اخى بكلية الشرطة إلا أن والدى‬
                     ‫موضوعات قانونية هامة كالدستور‪ ،‬التصالح فى جرائم الفساد‪ ،‬وتولى‬

                                                                  ‫المرأة المناصب العليا ‪.‬‬           ‫مازال يتبع معه نفس المنهج فى حثه المتواصل له على دراسة القانون‬

                     ‫علحلم ًويًال‪،‬‬  ‫العلمية إلى نحو ‪ 25‬مؤل ًفا‬  ‫وصلت مؤلفاتى ومشاركاتى‬                                                           ‫بعمق وجدية ‪.‬‬
                                    ‫واجتماعية متنوعة‪ ،‬وقدمت‬     ‫تناولت فيها قضايا قانونية‬
                                                                                                    ‫التحقت بكلية الحقوق جامعة المنصورة‪ ،‬وتخرجت فى مايو ‪2009‬‬

                     ‫للمشكلات التى يعانى منها المجتمع؛ من‬                                           ‫بتقدير جيد ج ًدا مع مرتبة الشرف‪ .‬ثم‬
                                                                                                    ‫حصلت على دبلومين فى القانون العام‬
                     ‫هذه الأبحاث ما تم اختياره كأفضل بحث‬

                     ‫قانونى محكم ومنشور منها « الدولا وأثره‬                                         ‫والجنائي‪ ،‬يـعـادلان درجـة الماجستير‪،‬‬

                     ‫على الاستثمار « وكـذا « دور الحوكمة‬                                            ‫ثـم نلت درجــة الـدكـتـوراه فـى القانون‬

                     ‫فى مواجهة الاستثمار الوهمى « ‪ .‬هذه‬                                             ‫الجنائى فى يناير ‪ 2016‬بتقدير جيد‬

                     ‫الجوائز ليست مجرد تكريم شخصي‪ ،‬بل‬                                               ‫ج ًدا‪ ،‬وهو أعلى تقدير تسمح به لائحة‬
                                                                                                    ‫الكلية وقتذاك ؛ وقد كانت أول دراساتى‬
                     ‫هى بمثابة شهادة على تأثير الأبحاث فى‬

                     ‫معالجة القضايا القانونية والاجتماعية‬                                           ‫القانونية هي» المواجهة الجنائية للفساد‬

                     ‫بشكل مبتكر وعميق؛ وإننى أعتبر هذه‬                                              ‫فى اطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة‬

                     ‫الأبحاث هى محط فخر لى ووسيلتى فى‬                                               ‫الفساد « وبالرغم من كونها أولى خطواتى‬

                     ‫خدمة المجتمع بتقديم حلول قانونية لما‬                                           ‫البحثة والأكاديمية إلا أننى تمكنت من‬

                     ‫يعانيه من مشكلات ؛ من بين ما أعتز‬                                              ‫إعداد مشروع قانون لمواجهة الفساد مما‬

                     ‫به تكريمى من معالى وزيـر العدل فى‬                                              ‫كان محل ثناء من قبل لجنة المناقشة‬

                     ‫احتفالية المتميزين من شباب القضاة‬                                              ‫والحكم لكونها سابقة جيدة فى دراسات‬

                                                      ‫عام ‪. 2020‬‬                                    ‫الدكتوراه تقديم توصيات بشكل عملى‬

                     ‫ورغم ما أنجزته من أبحاث ومشاركات‬                                                                                            ‫قابل للتطبيق ‪.‬‬

                     ‫علمية ومؤلفات‪ ،‬أشعر أننى لم أحقق‬                                               ‫دراسة القانون شكّلت شخصيتي؛ فهى‬

                     ‫بعد ما يرضينى فى مجال الدراسات‬                                                 ‫تكسب دارسها الانضباط‪ ،‬والفصاحة‪،‬‬

                     ‫الأكاديمية‪ .‬لهذا‪ ،‬أحرص باستمرار على‬                                            ‫وقــوة التعبير‪ ،‬والـقـدرة على التفكير‬

                     ‫تطوير نفسى من خلال حضور دورات‬                                                  ‫المنطقي‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬كان انضمامى‬

                     ‫تدريبية متعددة‪ ،‬سواء فى المجال القانونى‬                                        ‫لهيئة قضايا الدولة شر ًفا ومسؤولية‪.‬‬

                     ‫أو فى مجالات بناء الشخصية‪ .‬أومن بأن‬                                            ‫ُعينت بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم‬

                     ‫رحلة التعلم لا تعرف نهاية‪ ،‬ويجب على كل‬                                         ‫‪ 531‬لسنة ‪ ،2013‬وتدرجت فى السلم‬

                     ‫من يسعى للمعرفة والسعى نحو التميز أن‬                                           ‫القضائى حتى درجة مستشار مساعد من‬

                     ‫يستمر فى اكتساب المهارات وتطوير الذات‬                                          ‫الفئة؛ (ب)‪ ،‬وعملت فى عدد من الأقسام‬

                     ‫لتحقيق المزيد من الإسهامات الفعالة‪.‬‬                                            ‫المهمة‪ ،‬منها المكتب الفنى للسيد رئيس‬

                     ‫إيمانى الحقيقى أن كل تجربة مهنية‬                                               ‫الهيئة‪ ،‬ومكتب النائب الأول لرئيس الهيئة‬

                     ‫أو علمية هى فرصة لتقديم شيء نافع‬                                               ‫ورئيس قطاع الاقسام القضائية ‪ ،‬إضافة‬

                     ‫للمجتمع‪ .‬وأنا أرى أن الحياة الأكاديمية‬                                         ‫إلى عملى بقسم المنازعات الخارجية ‪-‬‬
                     ‫والقانونية ليستا فقط مجا ًل للعمل‪ ،‬بل‬
                                                                                                                                                 ‫شعبة القانون الدولى ‪.‬‬

                                    ‫طري ًقا للإصلاح والتنوير‪ ،‬ونقل المعرفة للأجيال القادمة‪.‬‬         ‫ورغم التحاقى بهيئة قضايا الدولة‪ ،‬ظل شغفى بالحياة الأكاديمية‬

                     ‫وطموحى لا يتوقف عند ما حققته من إنجازات حتى الآن‪ .‬أرى فى‬                       ‫عن الدراسة‪ ،‬فحصلت على الدبلوم المهنى‬         ‫فحاى الضت ًراح بكيقموةا‪.‬لالمستأثتمواقريف‪،‬‬
                                                                                                    ‫والماجستير المهنى فى علوم القيادة والإدارة‪،‬‬
                     ‫المستقبل فرصة لتوسيع دائرة تأثيرى فى مجالى القانون والتنموى‬

                     ‫‪ ،‬وأرغب فى أن أكون جز ًءا من حركة إصلاحية تهدف إلى تحسين‬                       ‫كما حصلت على زمالة المجمع الملكى البريطانى للمحكّمين المعتمدين‬
                     ‫النظام القضائى والمساهمة فى وضع أسس قانونية تحقق العدالة‬
                                                                                                    ‫(‪ ،)CIArb‬كذلك وفقنى الله فى اجتياز كافة الاختبارات النظرية‬

                     ‫أجكاددييدمةًي‪،‬ا‪،‬والمعنملخلعلالى‬  ‫أطمح إلى تطوير نفسى‬      ‫والمساواة‪ .‬كما أننى‬  ‫والتطبيقية لإعداد المحكمين الدوليين فى التحكيم التجارى الدولى‬
                                                      ‫بعد الدكتوراه فى مجالات‬  ‫استكمال دراسات ما‬
                                                                                                    ‫والتى تمت تحت تقييم من المجلس العلمى للمحكمة الدولية الدائمة‬

‫ثــقافة قــــانونية‬  ‫مشاريع بحثية تساهم فى تعزيز المعرفة القانونية والتطبيقات المعاصرة‪.‬‬             ‫للتحكيم ( ‪ ) TIP D’ARBITRAGE‬طبق القانون الداخلى ودليل‬

                     ‫أهدف أي ًضا إلى نشر الثقافة القانونية وتدريب الأجيال القادمة‬                   ‫الاجـراءات للمحكمة ولوائحها وفق المعايير الدولية ؛ وتم الترقية‬
                     ‫على أعلى مستوى من الكفاءة‪ ،‬حتى يصبحوا قادرين على مواجهة‬
                                                                                                    ‫لدرجة ( محكم دولى درجة أولى ) ؛ كما درّبت فى مجالات متعددة‬
                     ‫التحديات القانونية الحديثة‪ ،‬خاصة فى ظل التطورات المتسارعة‬                      ‫كالتنمية المستدامة‪ ،‬والحوكمة‪ ،‬والتحكيم‪ ،‬وشاركت فى إعداد برامج‬

                                                      ‫التى تشهدها التكنولوجيا والقانون الدولي‪.‬‬      ‫تدريبية ومحتويات علمية‪.‬‬

                     ‫فى النهاية‪ ،‬أؤمن أن العلم والعمل م ًعا هما السبيل لتحقيق التغيير‬               ‫ورغم أننى ك ّونت أسرة وأنجبت طفلتين‪ ،‬لم يكن ذلك عائ ًقا أمام‬
                     ‫الإيجابى فى المجتمع‪ ،‬ولن أتوقف عن السعى لتحقيق المزيد من‬                       ‫استمرارى فى تطوير نفسى ومسيرتى الأكاديمية‪ .‬بل كان حاف ًزا لأن‬
                                                                                                    ‫أكون قدوة‪ ،‬وأثبت لنفسى ولمن حولى أن المرأة قادرة على التميز فى‬
                     ‫التميز والابتكار فى مجالي‪ ،‬مع الحفاظ على قيم الإخلاص والمهنية‬

‫‪35‬‬                                                                             ‫التى تربيت عليها‪.‬‬    ‫بيتها وميادين العمل والعلم‪ .‬تعلمت كيف أوازن بين أدوارى المختلفة‬
   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40